تصعيد عسكري في السودان.. نزوح الآلاف غرب كردفان والجيش يحرر مناطق بأم درمان

كتبت / د. هيام الإبس
يشهد السودان تصعيدًا ميدانيًا متسارعًا، وسط معارك عنيفة بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع في عدة ولايات، أبرزها العاصمة الخرطوم وغرب كردفان وشمال دارفور، مما أدى إلى نزوح آلاف الأسر وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير.
Table of Contents
Toggleتقدم للجيش السوداني وعمليات نوعية في أم درمان
واصلت القوات المسلحة السودانية تقدمها على ثلاثة محاور، حيث أعلنت استعادة السيطرة على مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، وتحريرها من قبضة ميليشيا الدعم السريع. كما نفذت القوات عملية معقدة لإجلاء مدنيين من منطقة “صالحة بحر” في أم درمان بعد أن حاصرتهم ميليشيا الدعم السريع، ومنعت عنهم المياه والطعام واستخدمتهم كدروع بشرية.
وأحرز الجيش تقدمًا نوعيًا داخل حي الجامعة غرب جامعة أم درمان الإسلامية، واستولى على مدرعة قتالية تركتها ميليشيا الدعم السريع، كما فرض سيطرته على مجمع داخليات الطلبة الواقع بمحاذاة نهر النيل الأبيض، وواصل التقدم نحو كلية الطب داخل الحرم الجامعي.
كما شن الجيش غارات دقيقة استهدفت مواقع الدعم السريع في مدينة بارا بولاية شمال كردفان.
نزوح جماعي في غرب كردفان
وفي تطور إنساني خطير، أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة عن نزوح 7,204 أسر خلال يومي 1 و2 مايو الجاري من مدينتي النهود والخوي بغرب كردفان، نتيجة تصاعد العنف وانعدام الأمن.
وأوضحت المنظمة أن النزوح توزع على النحو التالي:
-
5,451 أسرة فرت من النهود إلى مناطق داخل الولاية.
-
1,678 أسرة نزحت من الخوي إلى غرب بارا.
-
75 أسرة هجّرت بسبب الهجوم على قرية السردابة.
وأكدت المنظمة أن معظم النازحين يعيشون أوضاعًا إنسانية متدهورة في مناطق استقبال غير مهيأة.
الوضع الكارثي في شمال دارفور
في شمال دارفور، وصفت الأمم المتحدة الأوضاع في معسكري زمزم وأبو شوك للنازحين بأنها “كارثية”، مؤكدة استمرار الحصار وانعدام تام للمساعدات الإنسانية، مع إعلان المجاعة في بعض المناطق.
ودعت المنسقة الأممية كليمنتاين نكويتا سلامي إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح بوصول الإغاثة.
وفي السياق ذاته، قام برنامج الأغذية العالمي بتوزيع مساعدات غذائية على أكثر من 335 ألف شخص، من بينهم 67 ألفًا تلقوا إمدادات طارئة لمعالجة سوء التغذية.
أوضاع أمنية مضطربة في ليبيا والسفارة السودانية تحذر
من جهة أخرى، أصدرت سفارة السودان في ليبيا تحذيرًا عاجلًا لرعاياها في العاصمة طرابلس، دعتهم فيه إلى التزام منازلهم وعدم مغادرتها، في ظل تصاعد الاشتباكات المسلحة بين أطراف النزاع في المدينة.
وأشارت السفارة، في بيان رسمي، إلى أن هذه الإجراءات تهدف لحماية الجالية السودانية من أي خطر محتمل، داعيةً إلى توخي الحذر الشديد.
في المقابل، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها من تصاعد القتال بالأسلحة الثقيلة داخل الأحياء السكنية، محذّرة من أن استهداف المدنيين قد يرقى إلى جرائم حرب، وداعية جميع الأطراف إلى وقف فوري للاشتباكات.