احدث الاخبار

تعثر مفاوضات القاهرة بسبب تعنت نتنياهو ورفضه الوقف الشامل لإطلاق النار 

كتب – محمد السد راشد 

أكدت مصادر مصرية مطلعة على مسار مفاوضات القاهرة حول الأزمة في قطاع غزة، أن “الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، لا يزال كل منهما متمسك بموقفه، ولا يريد تقديم أي تنازلات تساهم في الحل”، مضيفة أن “كلاً منهما يراهن على عامل الوقت”.

وقالت المصادر إن “الترويج لأن هناك (تقدماً ملحوظاً) في المفاوضات، يبقى مجرد وسيلة (معنوية) هدفها الحفاظ على مسار المفاوضات الجارية، على أمل التوصل إلى (صفقة) قبل شهر رمضان” الذي يبدأ الأسبوع المقبل.

وفي الوقت الذي شدد فيه وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال استقباله سيغريد كاغ، كبيرة منسقي المنظمة الدولية للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في قطاع غزة، اليوم الاثنين، على “حتمية تحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع، وإنفاذ التهدئة قبل شهر رمضان حتى يتسنّى زيادة تدفق المساعدات الإنسانية ومواد الإغاثة بالكميات الكافية لاحتياجات سكان القطاع”، وقال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان في تصريح، إن الحركة “تتحلى بالمرونة في التفاوض، حرصاً على شعبنا، ومستعدة للدفاع الكامل عنه”.

من جهته، كشف قيادي بحركة المقاومة الإسلامية حماس، مطلع على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى التي تجري في العاصمة المصرية القاهرة، عن أن “الاجتماع الأول بجولة المفاوضات الجديدة غير المباشرة التي تجري في القاهرة، لم يشهد أي اختراق للأزمة”.

تحرك في المكان

وقال القيادي بالحركة، لـ”العربي الجديد”، إن “الأمر أشبه بالتحرك في المكان، في ظل الموقف الإسرائيلي (المراوغ)، وتحديداً موقف رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو الذي يتبع سياسة ممنهجة لاستمرار الحرب، حتى يجري تحقيق هدف رئيسي بالنسبة له، يتمثل بإزاحة أزمة القطاع، تمهيداً لخطوة جديدة في المشروع التوسعي الإسرائيلي، عبر إفراغ أكبر مساحة ممكنة من قطاع غزة من السكان، وتخفيض عدد سكانه البالغ نحو 2.4 مليون نسمة، عبر فرض معادلات جديدة، في مقدمتها الإبقاء على المناطق المتاخمة لمستوطنات الغلاف، خالية من السكان، مع الإبقاء كذلك على باقي مناطق الشمال، بأعداد سكان قليلة للغاية، وهو الأمر الذي تدركه المقاومةوترفض التجاوب معه وتتمسّك بإقرار مبدأ عودة السكان والمهجرين لمناطقهم دون قيد أو شرط”.

وأبدى المصدر “عدم تفاؤله” بشأن “إمكانية التوصل لاتفاق في ظل عدم تحقق العتبة الرئيسية للصفقة”، قائلاً إنه “حتى الآن لا تزال النوايا الإسرائيلية مبيتة لاستئناف القتال بمجرد الانتهاء من تسلم الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة”.

وأوضح القيادي في حماس أن “المقاومة قبلت بمبدأ المراحل في التفاوض، إدراكاً بأن معالجة ما حدث، لا يمكن أن يحدث دفعة واحدة، ولكن ذلك مشروط ومرهون بالوقف الشامل لوقف إطلاق النار قبل إطلاق سراح آخر أسير لدى المقاومة”.

لا ضغوط أمريكية 

وشدد المصدر على أن “كل ما يُثار بشأن ضغوط أو محاولات أميركية لتسهيل التوصل لاتفاق، (غير حقيقي)”، قائلاً إن “الإدارة الأميركية معنية فقط بتحقيق وقف القتال بشكل مؤقت، لتخفيف الضغط عن كاهلها، ومنح إسرائيل فرصة لمعالجة صورتها التي انهارت في الدوائر الغربية التي كانت طالما تدفع فيها بأنها في موقع هجوم دائم من قبل الفلسطينيين”.

وتابع أن “الإدارة الأميركية ليست لديها غضاضة في استمرار القتل بعد ذلك، ولكن بعد امتصاص موجة الغضب الشعبي الدولي”. مشيراً إلى أن “الإنزال الجوي الأميركي للمساعدات، هو تأكيد على النهج الداعم لإسرائيل، وليس لمد يد العون لأهل غزة الذين يواجهون حرب تجويع، كون من يملك الإنزال الجوي للمساعدات يملك كسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على الشمال وإدخال المساعدات والغذاء”.

وكشف المصدر عن أن “الأزمة الآن خلال عملية التفاوض، متوقفة عند رفض إسرائيل الوقف الشامل لإطلاق النار، ورفضها عدم عودة المهجرين من الجنوب إلى الشمال”.

وحول المطلب الإسرائيلي الخاص بالحصول على قائمة بأسماء الأسرى الأحياء لدى المقاومة، قال القيادي الحمساوي، إنه “يظهر مدى المراوغة الإسرائيلية، ومحاولة نتنياهو الحصول على أي مسكّن لأزمته الداخلية مع عائلات الرهائن”.

ولا يعوّل القيادي بالحركة كثيراً على الوصول لنتيجة في الوقت الحالي، طالما استمر الاحتلال ونتنياهو على موقفهم، قائلاً: “هم يريدون فقط الحصول على أسراهم، ومن ثم استكمال عمليات القتل والتهجير والتجويع”.

وجدد المصدر رسالته للمجتمع الإسرائيلي بأنه “لن يخرج أي أسير على قيد الحياة من قطاع غزة، دون اتفاق مع المقاومة”، مشدداً في الوقت ذاته “على أنهم حريصون على أرواح الأسرى، بالقدر الذي يحرص فيه نتنياهو على التخلص منهم”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.