شئون عربيةليبيا

 تعطيل الدراسة بجامعة طرابلس الليبية بعد تجدد الاشتباكات بين الفصائل المسلحة

كتب /محرر الشئون العربية

شهدت العاصمة الليبية طرابلس الليلة الماضية مواجهات مسلحة عنيفة في عدد من أحيائها، وسط حالة من الهلع والقلق بين السكان، بعد تداول أنباء عن مقتل عبد الغني الككلي، المعروف باسم “غنيوة”، قائد جهاز دعم الاستقرار وأحد أبرز قادة الجماعات المسلحة في طرابلس.

 اشتباكات في قلب المدينة

قال ثلاثة من سكان العاصمة، في تصريحات لوكالة رويترز عبر الهاتف، إنهم سمعوا إطلاق نار كثيف، وارتفعت أصوات الرصاص في وسط طرابلس ومناطق أخرى، خاصة أبو سليم وصلاح الدين، وهما من أكثر المناطق كثافة سكانية في العاصمة، حيث تتمركز جماعة غنيوة المسلحة.

وأكد أحد الشهود أن “السماء كانت تتوهج بالأضواء الحمراء نتيجة كثافة إطلاق النار”، بينما أفاد آخرون بأن أصوات الإنذارات والسيارات المسرعة عمّت الشوارع عقب بيان طارئ من وزارة الداخلية.


 الحكومة تتدخل وتحذر المواطنين

أصدرت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية بيانًا مقتضبًا دعت فيه المواطنين إلى ملازمة منازلهم حفاظًا على سلامتهم، وسط استمرار الاشتباكات.

وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع التابعة للحكومة أنها سيطرت بشكل كامل على منطقة أبو سليم، دون تقديم تفاصيل إضافية حول ملابسات مقتل الككلي أو ما إذا كان ذلك مؤكدًا حتى اللحظة.


 تعطيل الدراسة بجامعة طرابلس

في رد فعل سريع على التطورات الأمنية، أعلنت رئاسة جامعة طرابلس عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك تعليق الدراسة والامتحانات في كافة الكليات والإدارات والمكاتب “حتى إشعار آخر”.


 الأمم المتحدة تدعو لوقف القتال

من جانبها، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا كافة الأطراف إلى “وقف الاقتتال فورًا واستعادة الهدوء”، مذكّرة بالتزاماتهم بحماية المدنيين بموجب القانون الدولي، ومحذرة من أن الهجمات على المدنيين قد ترقى إلى جرائم حرب.


 خلفية الصراع

منذ انتفاضة 2011 التي أطاحت بالعقيد معمر القذافي، تعيش ليبيا حالة من الانقسام السياسي والانفلات الأمني، خاصة منذ عام 2014 حين انقسمت البلاد إلى حكومتين متنافستين في الشرق والغرب.

وبالرغم من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في 2020، لا تزال الميليشيات المسلحة تسيطر على المشهد الأمني في العاصمة، وسط تنافس على النفوذ والموارد الاقتصادية.

وتعتبر طرابلس معقل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليًا، إلا أن التوتر بين الفصائل المسلحة كثيرًا ما يتفجر في شكل اشتباكات دموية تهدد حياة المدنيين وتعيق الاستقرار السياسي في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى