تقرير لوكالة رويترز :تراجع تأييد الإسرائيليين للحرب في غزة وتصاعد الاحتجاجات ضد نتنياهو

تقارير إعلامية إسرائيلية : نسبة الاستجابة لاستدعاء الاحتياط انخفضت إلى 60% في بعض الوحدات
تشهد إسرائيل حالة من الجدل حول استئناف العمليات العسكرية ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، حيث حذر بعض المسؤولين الإسرائيليين الحاليين والسابقين من تعقيد العودة إلى حرب برية شاملة. وأرجعوا ذلك إلى تراجع الدعم الشعبي، واستنزاف جنود الاحتياط، بالإضافة إلى التحديات السياسية المتزايدة.
استنزاف جنود الاحتياط وتراجع المعنويات
تعتمد إسرائيل بشكل أساسي على جنود الاحتياط في الأزمات، حيث تدفقوا إلى وحداتهم بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023، حتى أن البعض لم ينتظر استدعاءه. ومع ذلك، بدأ التردد يظهر بين الجنود مع استمرار القتال لعدة أشهر، وفقًا لشهادات ستة جنود احتياط وجماعة مدافعة عن قوات الاحتياط.
أكدت تقارير إعلامية إسرائيلية أن نسبة الاستجابة لاستدعاء الاحتياط انخفضت إلى 60% في بعض الوحدات. ومع استمرار الحرب، يواجه العديد من الجنود صعوبة في التوفيق بين الخدمة العسكرية وحياتهم الشخصية، مما أدى إلى تزايد عدد طلبات الإعفاء.
تصاعد الاحتجاجات ضد حكومة نتنياهو
أدى قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استئناف القصف يوم الثلاثاء إلى موجة احتجاجات واسعة في تل أبيب والقدس، حيث يتهمه المحتجون بإطالة أمد الحرب لأسباب سياسية، مما يعرض حياة الرهائن للخطر. وأكد نتنياهو أن استئناف القتال يهدف إلى استعادة 59 رهينة لا تزال محتجزة في غزة.
من جهته، صرح الجنرال المتقاعد يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، بأن الشرعية الداخلية لأي حرب في دولة ديمقراطية أمر بالغ الأهمية، مشيرًا إلى أن القيادة السياسية تواجه تحديًا في الحفاظ على دعم الجمهور.
إسرائيل تتجه نحو تصعيد عسكري تدريجي
تشير التقارير إلى أن استئناف القتال في غزة سيكون تدريجيًا، مما يتيح فرصة لمفاوضات لتمديد الهدنة. وأكد مسؤولان إسرائيليان أن نتنياهو وافق على خطة لعملية واسعة النطاق، تتضمن خيار إرسال مزيد من القوات البرية.
ورغم الاعتراف بإرهاق جنود الاحتياط، صرح اللفتنانت كولونيل نداف شوشاني بأن الجيش الإسرائيلي مستعد لجميع السيناريوهات، مشددًا على أن الهدف هو تفكيك قدرات حماس واستعادة الرهائن، سواء عبر العمليات العسكرية أو التسويات السياسية.
حرب غزة الأطول والأكثر دمارًا
تعتبر هذه الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل منذ 1948، حيث قُتل أكثر من 400 جندي إسرائيلي وأصيب الآلاف. كما تسببت الحملة العسكرية في دمار واسع بغزة، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان.
وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد تجاوز عدد القتلى في غزة 49 ألف شخص، بينما تؤكد إسرائيل أنها وجهت ضربات قوية للجناح العسكري لحماس.
انقسام داخلي وضغوط دولية
يواجه نتنياهو ضغوطًا من اليمين المتطرف لاستمرار الحرب، بينما تشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الإسرائيليين يفضلون التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن. كما تواجه إسرائيل انتقادات دولية من فرنسا وألمانيا ومصر وقطر، اللتين تلعبان دور الوساطة.
مستقبل الحرب: تصعيد أم تهدئة؟
بينما هدد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بفتح “أبواب الجحيم” إذا لم تفرج حماس عن الرهائن، فإن التعبئة العسكرية الواسعة كما حدث في 2023 لم تحدث حتى الآن. ومع ذلك، أرسل الجيش الإسرائيلي لواء مشاة إلى حدود غزة، مؤكدًا أنه “يحتفظ بجميع الخيارات”.
يبدو أن إسرائيل تتجه نحو مرحلة جديدة من الصراع، مع استمرار الجدل الداخلي بشأن جدوى الحرب ومدى قدرتها على تحقيق أهدافها وسط التحديات العسكرية والسياسية والاقتصادية المتزايدة.