السودان

حكومة إقليم دارفور: النقص الحاد فى الدواء والغذاء والوقود ضاعف من حجم الأزمة الإنسانية

أكثر من 100 قتيل وجريح جراء قصف الدعم السريع لمدينة الفاشر

كتبت : د.هيام الإبس

 

أعلنت حكومة إقليم دارفور عن سقوط أكثر من 100 قتيل وجريح من المدنيين جراء القصف العشوائى الذى نفذته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور والإقليم، خلال اليومين الماضيين.
هذه الهجمات تأتى فى إطار الحصار المفروض على المدينة من قبل قوات الدعم السريع، التى تستهدف الأسواق والأحياء السكنية بالقصف المدفعى منذ أسابيع، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين.

استهدفت صواريخ قوات الدعم السريع أمس الجمعة، سوق المواشى والأحياء المحيطة فى مدينة الفاشر. هذا الهجوم العنيف تسبب فى وقوع ضحايا بين المدنيين، وقبله بيوم، أسفر قصف سوق البصل بالمواشى عن مقتل 18 شخصاً وإصابة 41 آخرين، وفقًا لتقارير لجان المقاومة المحلية.

جرائم قصف متعمد
أدانت حكومة إقليم دارفور المدعومة من قبل الجيش السودانى، فى بيان اليوم،”مليشيا الدعم السريع” ووصفت هجماتها بأنها “جرائم قصف متعمد” تستهدف المدنيين الأبرياء فى مدينة الفاشر.

تحدٍ صريح القرارات الدولية
من جانبها، أعربت وزارة الصحة بالإقليم، عن قلقها العميق إزاء استمرار هذه الهجمات، ووصفتها بأنها تحدٍ صريح للقرارات الدولية التى تطالب بوقف القصف العشوائى وحماية المدنيين.

دمار واسع.. موجات جديدة من النزوح
وأشارت الوزارة إلى أن القصف المتواصل على مدينة الفاشر أدى إلى دمار واسع فى منازل المدنيين، ومراكز الإيواء، ومعسكرات النازحين، ما أدى إلى موجات جديدة من النزوح. كما تفاقمت الأزمة الإنسانية نتيجة النقص الحاد فى الأدوية والمواد الغذائية والوقود، مما جعل الأوضاع أكثر مأساوية فى المدينة والمناطق المحيطة بها.

تصريحات شديدة اللهجة
وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بحكومة إقليم دارفور أصدرت تصريحات شديدة اللهجة أدانت فيه هذه “الجرائم البشعة” التى وصفتها بأنها “تنتهك جميع الاتفاقيات والقرارات الدولية المتعلقة بحماية حقوق الإنسان”.
كما قالت الوزارة إن هذه الهجمات امتداد لسلسلة الجرائم التى ارتكبتها قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب، بما فى ذلك الحصار، والقتل الجماعى، وحرق الممتلكات، إلى جانب تهجير المواطنين وتدمير البنية التحتية المدنية مثل المستشفيات والمؤسسات الخدمية الأخرى.
وفى البيان نفسه، حملت الوزارة “مليشيا الدعم السريع المتمردة” المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم وعن كافة الانتهاكات التى ارتكبت بحق المدنيين.
كما دعت المجتمع الدولى، المنظمات الحقوقية، والنشطاء فى جميع أنحاء العالم لتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والقانونية فى مواجهة هذه الجرائم، والمطالبة بمحاسبة “المليشيا الإرهابية” على ما ارتكبته من أعمال عنف بحق المدنيين فى الفاشر.

ضرورة وقف الهجمات
على الصعيد الدولى، صدرت العديد من المطالبات بضرورة وقف الهجمات على مدينة الفاشر، التى تستضيف مئات الآلاف من النازحين الذين فروا من هجمات الدعم السريع على بقية مناطق إقليم دارفور. مجلس الأمن الدولى، فى قراره الصادر فى يونيو الماضى، طالب بضرورة فك الحصار المفروض على المدينة ووقف محاولات قوات الدعم السريع للسيطرة عليها.

تهديدات مستمرة
الهجمات المستمرة على مدينة الفاشر تزيد من تعقيد المشهد فى دارفور، حيث يواجه السكان المدنيون تهديدات مستمرة لأرواحهم، فى ظل ظروف إنسانية بالغة الصعوبة وغياب شبه تام للمساعدات الدولية.
كل ذلك وسط مخاوف جدية من مذبحة كبرى حال تمكنت هذه القوات من اجتياح المدينة التى يدافع عنها بجانب الجيش والحركات المسلحة، مستنفرون من المدنيين الذين حملوا السلاح لصد هجمات الدعم السريع.

حكومة إقليم دارفور: النقص الحاد فى الدواء والغذاء والوقود ضاعف من حجم الأزمة الإنسانية 2  حكومة إقليم دارفور: النقص الحاد فى الدواء والغذاء والوقود ضاعف من حجم الأزمة الإنسانية 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.