خطبة الجمعة: كلمة (أنا) نور ونار

بقلم: علاء رمضان عبدالله
سبحان من له العظمة والكبرياء، فالكبرياء رداؤه، والعظمة إزاره، وهو الكبير المتعال، لا إله إلا هو.
أولًا: كلمة (أنا) نورٌ مع الخالق سبحانه
في المقام الإلهي، جاءت كلمة (أنا) لبيان عظمة الله تعالى وتوحيده وربوبيته. قال الله عز وجل:
{ إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري }
(سورة طه: 14)
إنها كلمة تثبت الألوهية، وتؤكد الانفراد بالربوبية، فالـ(أنا) هنا نور وهداية.
ثانيًا: كلمة (أنا) في مقام النبوة
في موقف عظيم من مواقف يوم القيامة، حين يتوجه الناس إلى الأنبياء للشفاعة، ويقول كل نبي “نفسي نفسي”، يُرشدهم عيسى عليه السلام إلى النبي محمد ﷺ، فيقول:
“أنا لها”
وفي حديث شريف آخر، قال النبي ﷺ:
“أنا أول من ينشق عنه القبر، ولا فخر، وأنا أول من يحمل لواء الحمد، ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع، ولا فخر”
فالـ(أنا) في لسان النبي ﷺ ليست كبرًا، بل مقام شرف وتكليف ورحمة للأمة.
ثالثًا: كلمة (أنا) حين تتحول إلى نار
1. إبليس اللعين:
استخدم كلمة (أنا) تعاليًا وتكبرًا:
{ أنا خيرٌ منه، خلقتني من نار وخلقته من طين }
(سورة الأعراف: 12)
فكان الرد الإلهي حاسمًا:
{ فاخرج منها فإنك رجيم }
2. النمرود:
ادعى الإحياء والإماتة، مدعيًا القدرة:
{ قال أنا أحيي وأميت }
لكن إبراهيم عليه السلام رد عليه بالحجة البالغة:
{ فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المغرب فبهت الذي كفر }
3. فرعون:
أشهر من قال:
{ أنا ربكم الأعلى }
فكان هلاكه غرقًا، وخلّده الله عبرة:
{ فاليوم نُنجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية }
رابعًا: الدروس والعبر
احذر من التكبر، ولا تغتر بمالٍ أو جاهٍ أو قوةٍ أو منصب، فكل ذلك زائل.
قال رسول الله ﷺ:
“إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا، حتى لا يبغي أحدٌ على أحد، ولا يفخر أحدٌ على أحد”
“من تواضع لله درجة، رفعه الله درجة”
اللهم ارزقنا التواضع في القول والعمل، واجعل (أنا) في ألسنتنا نورًا لا نارًا، واغفر لوالديّ وارزقهم الفردوس الأعلى من الجنة.
بقلم: علاء رمضان عبدالله
خطيب أوقاف القناطر الخيرية
الجمعة: 12 من شوال 1446هـ – الموافق 11 أبريل 2025م