كتب. إبراهيم عوف
أكد المشاركون في الحلقة النقاشية، حول مستقبل الإعلام الثقافي في ظل التحولات الرقمية، التي نظمتها إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بجامعة الدول العربية، أدارها الوزير المفوض الدكتور علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بجامعة الدول العربية ، على ضرورة اهتمام الدول العربية بالإعلام الثقافي ومواكبة متطلبات الثورة الرقمية
وضح د. التميمي، أن مبادرة التحول الرقمي التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2015 بوصفها جزءًا من مبادرات متعددة أطلقها العالم لتشكيل المستقبل، لملاحقة التطورات التكنولوجية، تمر بثلاث مراحل: الكفاءة أو المهارة، والاستخدامات الرقمية، والتحول الرقمي.
واكد د. التميمي على أن الإعلام الثقافي يتمثل في نسق الإعلام المتخصص الذي يتناول المسائل والفعاليات والظواهر المتصلة بالشأن الثقافي وترتيباته، ويتوجه هذا النمط من الإعلام إلى مختلف أنواع الجمهور العام أو الجمهور المخصوص بنوعه والمهتم بالمسائل الثقافية، حيث يضطلع الإعلام الثقافي برصد وعرض، وتحليل، ونقد والتفاعل مع مختلف الإنتاجات والنشاطات الثقافية وإيصالها لجميع فئات المجتمع
وأشار إلي أن الإعلام الثقافي نسق في مجمل مفاصله إلى مواكبة التحولات التي تمس بآليات النشاط الثقافي والسياسات الثقافية في صيرورتها المختلفة، وتفاعلاتها مع باقي القطاعات المجتمعية، والمساهمة في تعضيد الذائقة الثقافية الجمعية، وبذلك تلمس أن آفاق التدخل التي يحددها الإعلام الثقافي اليوم لنفسه واسعة، وتشمل عدة مجالات وتخصصات، حيث يحدد الإعلام الثقافي اليوم لنفسه مهمة متابعة مستجدات الحياة الثقافية وأجندتها ورهاناتها وتحدياتها.
وأضاف د. التميمي، أن “التحول الرقمي”، ضرورة حتمية واتجاهًا عصريًا يتوافق وطبيعة ما يشهده عالمنا من متغيرات وما تصبو إليه دول العالم وشعوبها من تطور وازدهار، والتحول الرقمي في المؤسسات يعني الانتقال من الاتجاهات والأنماط التقليدية الحالية إلى الاتجاهات والأنماط المستقبلية التي تشدد على إنتاج المعرفة وابتكارها والانفتاح على الثقافة العالمية؛ بما يكفل عدم العزلة عن العالم من جهة، ويحفظ الهوية الدينية والثقافية والقيمية من جهة أخرى.
اكدت الدكتورة حنان يوسف الدكتورة/ حنان يوسف- أستاذ الإعلام وعميدة كلية الإعلام بالأكاديمية البحرية ورئيسة المنظمة العربية للحوار أن الاعلام والثقافة وجهان لعملة واحدة في معركة التنمية الحالية من خلال دورهما المشترك في رفع وعي المواطن المصري والعربي وان
•اعلام بلا ثقافة هو جعجعة بلا طحين
•وثقافة بلا اعلام هي ثقافة البرج العاجي المنفصلة عن واقعها وخصوصا في ظل الثورة الرقمية الكبيرة التي تشهدها المنطقة العربية.
جاء ذلك خلال كلمتها التي جاءت بعنوان: جدلية تقاطعات الإعلام والحقل الثقافي: تنازع أم تكامل؟
وقد اشارت الدكتورة حنان بوسف في دراستها الي أن معضلة المادة الثقافية في وسائل الإعلام، هي أنها لا تقدم بنفس الشكل الجاذب الذي يقدم به باقي الأشكال الثقافية، مما يربط دائما بين الوجبة الثقافية ورتابة الشكل، كما أنه من الأهمية بمكان تجسير الهوة بين المؤسسات الثقافية والمثقف من ناحية، وبين وسائل الإعلام من ناحية أخرى، وهو ما يتطلب النظر إليه بعين الاعتبار، لأن المنتج الثقافي يحتاج إلى مستوى من التسويق، لضمان ترويجه وانتشاره بشكل فاعل.
ودعت الي ضرورة بناء علاقة مشتركة بين الاعلام والحقل الثقافي تسمح بتعزيز العلاقة بينهما فالإعلام روح الثقافة وهي حاملته، ولا ثقافة إلا وهي إعلام ورسالة، وما من إعلام إلا ورسالته ومتلقيه جزء من الثقافة
ودعت الي متابعة وتحليل المحتوي الثقافي في وسائل الاعلام العربية ومدي توافقه مع الخريطة التنموية والوطنية وإبراز المسؤولية المتبادلة بين الطرفين
وتبني مبدأ التشاركية بين الثقافة والإعلام كمنبعين أساسين للوعى وإقامة جسور التواصل مع جميع الجهات ذات الصلة في المجتمع وخارجه للمعاونة في تعزيز دور الاعلام في دعم الثقافة والهوية العربية .
والاهتمام بتعريف شبابنا بتراثنا وحضارتنا.
وقدمت الدكتورة يوسف نموذجا لمشروع ثقافي اطلقته المنظمة العربية للحوار تحت رئاستها يحمل اسم “الموزاييك” من خلال تفعيل دور الاعلام في ابراز نموذج التنوع ” الفسيفسائي في الهوية الثقافية العربية من خلال مد جسور التعاون والتشبيك مع الجهات ذات الصلة بين الاعلام والثقافة
وتأتي فكرة عقد هذه الورشة انطلاقا من:
– مبادرة التحول الرقمي التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في عام 2015 بوصفها جزءً من مبادرات متعددة أطلقها العالم لتشكيل المستقبل، ويُعد التحول الرقمي المرحلة الثالثة من تبني التكنولوجيا الرقمية، التي تمر بثلاث مراحل؛ الكفاءة أو المهارة، والاستخدامات الرقمية، والتحول الرقمي.
– استرشاداً بالخطة الاستراتيجية الإعلامية العربية للأعوام (2017-2021)، ومحاورها الاستراتيجية.
وقد شارك في أعمال ورشة العمل المتخصصة العديد من الشخصيات الفكرية والأكاديمية وكبار الإعلاميين، إضافة إلى ممثلي وزارات الإعلام بالدول العربية، والمندوبيات الدائمة للدول الأعضاء لدى جامعة الدول العربية. وممثلي مراكز البحوث والدراسات الاستراتيجية في الدول العربية.
أوضح الكاتب الصحفي أيمن عبدالمجيد، رئيس تحرير “بوابة روزاليوسف”، و عضو نقابة الصحفيين، أن هناك سيولة في تحديد المصطلحات لدى الكثير ممن يتصدى لقضية الإعلام الرقمي والثقافة، تتمثل في خلط البعض بين وسائل الإعلان الرقمية والصحافة كمهنة من جانب، ووسائل التواصل الاجتماعي مقدمي المحتوى بها من غير المهنيين، وعلى الجانب الآخر، فالثقافة أعم وأشمل من كونها أدبًا وسينما وشعرًا وترجمة، فالثقافة بنية معرفية وثوابت مجتمعية، ثقافة سياسية وصحية ومعرفية، وهنا يجب الانطلاق من استراتيجية شاملة.
وأضاف عبدالمجيد، أن عناصر الاستراتيجية تشمل القائم بالاتصال بما يتطلبه من تدريب وتأهيل والتزام النقابات المعنية الصحفية والإعلامية بالدول العربية ببنية تشريعية تحدد من هو الصحفي والإعلامي المتصدر لقضايا الشأن العالم وبناء الوعي.
و طالي أيمن عبدالمجيد ، تأسيس جائزة للصحافة والإعلام الثقافي العربي، بالتعاون بين جامعة الدول العربية واتحاد الصحفيين العرب، تستهدف إبراز الأعمال القيمة وتحفيز المتميزين على إنتاج أفضل الأعمال المهنية.
قال الكاتب الصحفي إبراهيم عوف :” الواقع أن الإعلام والثقافة في العصر الحديث، أصبحا جزءًا من حياة الانسان
كما أن بناء الدولة
ثقافيا، اقتصاديا، اجتماعيا، وسياسيًّا،
يتطلب الاستعانة بمختلف وسائط ووسائل الإعلام، وإن مشروعات التنمية الثقافية، لا يمكن أن تنجح إلا بمشاركة الشعوب وهو أمر لا يتحقق إلا بمساعدة الإعلام “.
أضاف عوف الاتصال الجماهيري و دراسة سبل قيام الأفراد والكيانات بنقل المعلومات من خلال وسائل الإعلام المختلفة إلى قطاعات كبيرة من الأشخاص في نفس الوقت. وعادةً ما يُفهم هذا المصطلح على أنه يرتبط بنشر الثقافة عبر الاعلام الصحف، والمجلات، والكتب، الإذاعة،
والتلفاز والأفلام.
وأوضح عوف أنه في الاونة الآخيرة، ظهرت خدمات عديدة ومتنوعة لتلبية حاجات الأفراد من البرامج الثقافية والاجتماعية و الاقتصادية، والسياسية، وغير ذلك وفي الوقت نفسه انعكست هذه التطورات على الاعلام الصحف والإذاعة والتلفزيون والسينما وتفرعت عنها وسائل الاتصال الصغيرة التي اندمجت مع قنوات الاتصال الشخصي والاجتماعي وأصبحت معاً أداة لمساعدة وسائل الاتصال الجماهيرية في مجال المستحدثات الجديدة والتطور التكنولوجي السريع.
و اضاف ان عملية التنمية الثقافية، والاجتماعية أساساً تستهدف التغير والتثقيف البشري وتعبئة القوى البشرية للتغلب على مشاكل الأفراد، فبدون الاعلام والثقافة، و التغير البشري وبدون المساهمة الجماهيرية،ً لا تنجح خطط التنمية الثقافية، و المجتمعية ، فأساس النجاح أن يصبح لكل فرد دوراً، أن يكون واعياً بالاعلام ودوره في التنمية الثقافية، والاجتماعية، وهذه أمور تحتاج إلى توعية وتوجيه دائم ومستمر .
و شدد عوف علي ضرورة الأهتمام بالتثقيف الإعلامي و والجماهيري، فالجمهور يعد اهم عناصر العملية الاتصالية لان ذلك يساعد القائمين على وسائل الاتصال على التعرف على الاحتياجات والمقترحات لتعزيز الايجابيات في التنمية الثقافية، و الاجتماعية في زمن المنافسة والانتشار الواسع لوسائل الاتصال الجماهيري.
وأشار عوف إلي دور الصحافة والاعلام في تثقيف المجتمعات باعتبارها جزءاً من منظومة المجتمع كالتربية و التثقيف و التنمية الاجتماعية وزيادة المعرفة في جميع مختلف الميادين ومن هنا تأتي أهمية استخدام الصحافة والاعلام بهدف تعبئة الجماهير ذات المصلحة في التغيير والتنمية الثقافية .
واكد عوف في النهايه علي ان ذلك هو السبيل لنشر الثقافة والمعرفة وهو الذي يوفر الرغبة في التغيير وينمي الأهتمام بتغيير المجتمع، لتعبئة الجماهير من خلال المحتوى الأعلامي المقدم للجمهور من اجل التغيير و البناء الاجتماعي، الثقافي، والمعرفي.