رخام ولا زجاج
كتبت/ عزه السيد
كان عندنا في البيت ترابيزه أصيلة خشب قوي محطوط عليها رخامة من نوع ممتاز
ثقتنا إنها أصيلة كان مخلينا نبهدلها ليل نهار
أكل دراسة و حتى ولو حطينا عليها صينية سخنة او حلة طبيخ ما بيأثرش عليها
بنوقف عليها نركب لمبة ونظبط ستاره عادي أخرتها ليفة و صابونة وندعكها و بترجع تلمع
وبعد سنين كتير وقعت في يوم الرخامة وانكسرت
و عشان هي بنت أصول
إنكسرت وانقسمت نصين بالطول من غير فتافيت و لا جرحت حدا و لا قطعت السجادة
بس خلاص كده ماعدش ينفع نحطها مش منظر حلو
و كان القرار نبدلها بلوح قزاز رقيق من الغالي
خفيف و أكثر أناقة
و المعاملة إختلفت تمامااااا
مافيش سخن و لا بارد
مافيش رجلين على وجهها
خايفين منها و عليها
خايفين تنكسر و تتفتفت و تعبي الدنيا قزاز او اذا وقعت تجرح حد.
رقيقة زى البسكوتة و ما بتستحملش و لازم نخصص لها فوطة ناعمة و ملمع غالي و معطر
التشبيه ده جميل وعجبني جدا … إنتوا حرين في حياتكم
تعيشوا زى الرخامة حمالة هموم و خدمة شاقة وبتستحمل و بلا تقدير على حساب نفسكوا وصحتكم و كرامتكم
ولا تعيشوا لوح قزاز رقيقة محطوطة في رموش العين و الكل بخاف عليها …
حاولوا ماتنسوش نفسكم لان كل ما بنضحي ونستحمل كل ما اللى حواليكوا بياخدوا علي كده ويفتكروا هو ده اللي مفروض منكم وحكايه مراعاه مشاعركم دي بتبقي ولا حاجه لانه عادي انتوا بتستحملوا. لازم تشوفوا الحب و تلمسوة من الناس إلي بتحبوهم مش تدوا حب وبس …