سودانيون يأكلون الفحم وأوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة بسبب الحرب

كتبت : د.هيام الإبس
سودانيون يأكلون الفحم وأوراق الشجر للبقاء على قيد الحياة بسبب الحرب
أعلنت منظمة المجلس النرويجي للآجئين إن السودانيين يضطرون لتناول أوراق الأشجار والفحم للبقاء على قيد الحياة بعد فرارهم من هجوم على معسكر للنازحين قرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وقال رئيس عمليات المجلس النرويجي للآجئين نوح تايلور، لبرنامج “نيوزداي” على “بي بي سي”: “القصص التي نسمعها مروعة حقًا”.
وأضاف تايلور أن الناس يفرون من الفاشر إلى طويلة، لكنهم يموتون “فور وصولهم”. وأضاف أن بعضهم “يموت عطشاً” أثناء قطعهم مسافة 40 كيلومتراً (25 ميلاً) من معسكر زمزم في درجات حرارة “لاذعة”. “سمعنا قصصاً عن وجود جثث لا تزال ملقاة على الطريق بين الفاشر وطويلة”.
وتابع:“تحدثنا إلى عائلة أخبرتنا عن فتاة سارت بمفردها من الفاشر، وتعرضت للاغتصاب مرارًا وتكرارًا أثناء الرحلة، ثم توفيت متأثرة بجراحها عند وصولها إلى طويلة.”
والفاشر هي آخر مدينة في إقليم دارفور غرب السودان لا تزال تحت سيطرة الجيش وحلفائه.
وفي وقت سابق من الشهر الجارى، هاجمت قوات الدعم السريع معيكر زمزم القريب، مما أجبر عشرات الآلاف على الفرار من ملاجئهم المؤقتة.
وكان العديد من سكان زمزم يقيمون هناك منذ عقدين، بعد فرارهم من صراعات سابقة في دارفور. وأُحرق معيكر زمزم بالكامل، وفقاً لناثانيال ريموند، رئيس مختبر الأبحاث الإنسانية بكلية ييل للصحة العامة.
ووصف ريموند “تدميراً ممنهجاً من خلال حرق المنازل” و”مرافق الإغاثة”، مضيفاً أن من تمكنوا من الفرار من زمزم كانوا على الطريق “يموتون جوعاً”.
كما حذّر تايلور من أن مدينة طويلة تُكافح لاستيعاب تدفق النازحين من منازلهم. وقال: “هناك شحّ كبير في الغذاء والماء”، مضيفاً أن هذه المدينة الصغيرة تؤوي حالياً ما بين 130 ألفاً و150 ألف شخص.
وفي الأسبوع الماضي، قال نازحون من زمزم لـ”بي بي سي” إن منازلهم أُحرقت وإنهم تعرضوا لإطلاق نار. وتقول قوات الدعم السريع إنها هاجمت المعسكر، لكنها تنفي ارتكاب أي فظائع.
الدعم السريع ينفذ مجزرة بمدينة “الصالحة” وتقتل 31 شخصاً بينهم أطفال
أعلنت شبكة أطباء السودان إن قوة من الدعم السريع ارتكبت مجزرة جماعية بتنفيذها عملية تصفية ميدانية لعدد 31 شخصاً من أبناء منطقة صالحة بينهم أطفال قصر في أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها منطقة صالحة بتهمة الانتماء للجيش.
وتأسفت شبكة أطباء السودان لعمليات القتل الجماعي ضد المدنيين العزل بمناطق سيطرة الدعم السريع مما يهدد الآلاف من المدنيين العزل بمدينة “الصالحة” جنوب أم درمان.
وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من المدنيين وفتح مسارات آمنة تضمن خروجهم من منطقة صالحة والتي تضم الآلاف من المدنيين العزل كما طالبت المجتمع الدولي بالضغط على قادة الدعم السريع لوقف الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين وحفظ أرواحهم.
وأدت الحرب المستمرة في السودان منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التى يرأسها محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتى»، إلى كارثة إنسانية هائلة فى البلد.
وتسبب النزاع بسقوط عشرات آلاف القتلى، وتهجير أكثر من 13 مليون شخص بين نازح ولاجئ، فيما غرقت أنحاء عدة من البلاد فى المجاعة والأمراض .
تصاعد ظاهرة “الرحلات الانتحارية” للاجئين السودانيين نحو أوروبا عبر ليبيا ودول الجوار
رصدت مبادرة الحد من الهجرة غير النظامية والعودة الطوعية للجاليات السودانية بليبيا، تصاعدًا مقلقاً في ظاهرة ما وصفته بـ”الرحلات الانتحارية” التي يخوضها اللآجئون السودانيون نحو أوروبا، عبر مسارات متعددة تشمل ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب، موريتانيا، بالإضافة إلى تركيا وعدد من دول أوروبا الشرقية.
وأوضح مالك الديجاوي، صاحب المبادرة ومفوض منظمة الحد من الهجرة غير الشرعية والعودة الطوعية للعالقين بدول المهجر، أن عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين انخرطوا مؤخراً في محاولات الهجرة، مستخدمين أساليب تهريب مبتكرة مثل الطائرات الشراعية والمناطيد، فضلاً عن تعديل القوارب التقليدية بتركيب محركات إضافية لتحويلها إلى قوارب نفاثة، بهدف تسريع الوصول وتجاوز حواجز خفر السواحل.
وأشار الديجاوي إلى أن هذا التصاعد جاء نتيجة الارتفاع الكبير في تكاليف التهريب التقليدي، التى قد تصل إلى 150 ألف دولار أمريكى للرحلة الواحدة، الأمر الذى دفع العديد من المهاجرين إلى الاعتماد على أنفسهم في تجهيز مستلزمات رحلاتهم بطرق أقل تكلفة، رغم ما تحمله من مخاطر جسيمة فى الصحارى والغابات والبحار، حيث يواجهون الموت والتوهان والانتهاكات من قبل المهربين.
حملات متزايدة
وأوضح أن تزايد الضغط من قبل النشطاء الليبيين دفع السلطات إلى تكثيف حملات تنظيم أوضاع المهاجرين غير الشرعيين، في ظل تصاعد المخاوف من تأثير ظاهرة الهجرة غير النظامية على الأمن القومى الليبى وإحداث تغييرات ديموغرافية محتملة.
ونبهت مبادرة الحد من الهجرة غير النظامية والعودة الطوعية، التى أسسها الديجاوي منذ أكثر من عقدين، إلى خطورة تحول بعض اللاجئين إلى “متخصصين فى محاولات التهريب” نتيجة كثرة المحاولات الفاشلة للوصول إلى أوروبا، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنسانى ويهدد سلامة هؤلاء الشباب.
وأكد الديجاوي أن المبادرة نجحت في تحقيق نتائج ملموسة، عبر تمكين عدد من العائدين من خلال توفير مصادر استقرار شملت مشاريع إنتاجية، ومساعدات، ومساكن، وأراضٍ سكنية وصناعية، وفقاً لآليات منظمة ومدروسة.
مناشدات
وفى ختام تصريحه، دعا مالك الديجاوي السلطات الليبية والسودانية إلى دعم جهود مبادرة الحد من الهجرة غير النظامية والعودة الطوعية، مشيرًا إلى أن ليبيا تحتضن جالية سودانية ممتدة لأربعة أجيال، كثير منهم خريجو الجامعات والمعاهد الليبية، ولهم القدرة على الإسهام بفاعلية في برامج التنمية المستدامة وخطط الشباب في كلا البلدين، بما يتماشى مع مطالب النشطاء الليبيين بترتيب أوضاع الأجانب وعدم توطينهم بشكل فوضوى.
وأشاد الديجاوي بالدور الكبير الذى قامت به ليبيا، من خلال استقبالها قرابة مليون لاجئ سودانى، وتسهيل حصولهم على حقوق التعليم والعلاج والإقامة، بما وفر لهم فرصة للعيش الكريم.