تقارير وتحقيقات

شارع يحكى قصة ألف عام ل(٥) عصور حكموا مصر

كتبت /  إيمان البلطى

 

إنه شارع المعز لدين الله الفاطمى أو الشارع الأعظم أو قصبة القاهرة أو قصبة القاهرة الكبرى هو شارع يمثل قلب مدينة القاهرة القديمة والذى تم تطويره لكى يكون متحفا مفتوحا للعمارة والآثار الإسلامية تم إنشاءه عام ٩٦٩ من الميلاد وتم بناءه عام ٩٩٠من الميلاد

سمى بذلك نسبة إلى الخليفة المعز لدين الله الفاطمى الذى أسس مدينة القاهرة.

يعد شارع المعز الشارع الرئيسى بالقاهرة و يمتد من باب زويلة جنوبا وحتى باب الفتوح شمالا فى موازاة الخليج وأطلق عليه الشارع الأعظم وفى مرحلة لاحقة قصبة القاهرة قسم المدينة قسمين شبه متساويين وكان المركز السياسى والروحي للمدينة مع التحول الذى عرفته القاهرة أوائل القرن السابع الهجرى (الثالث عشر الميلادى) خلال عهد الدولة المملوكية مع بدء هجوم التتر على المشرق والعراق نزح كثير من المشارقة إلى مصر فعمرت الأماكن خارج أسوار القاهرة وأحاطت الأحياء الناشئة بسور القاهرة الفاطمى وزخر الشارع الأعظم بسلسلة من المنشآت الدينية والتعليمية والطبية والتجارية والسكينة بحيث أصبح القسم الأكبر من الآثار الإسلامية لمصر مركزا داخل حدود القاهرة المملوكية وتجمعت الأنشطة الاقتصادية فى هذا العصر حول الشارع الأعظم وعلى امتداده خارج باب زويلة تجاه الصليبة والقلعة وامتدت قصبة القاهرة خارج أسوارها الفاطمية من أول الحسينية شمالا خارج باب الفتوح وحتى المشهد النفيسي جنوبا خارج باب زويلة.

وفى اللحظة التى استقر فيها حكم مصر للفاطميين وبمجرد أن خرج مهنئوه على عرش مصر وقف رابع الخلفاء المعز أبو تميم معد بن منصور الفاطمى وسط رجاله يتطلع بعينيه إلى سورها الشمالى كانت اللحظة التى انتظرها سنوات طوال اليوم تحققت أضحت مصر كلها ملك يمينه والآن سيجعلها مركزا للعالم الإسلامى وسيسجل التاريخ أن الثامن من رمضان لسنة 362 هجرية كان اليوم الذى وضع فيه حجر الأساس لتشييد عاصمة الشرق والمدافع عنه “القاهرة”.

تلفت المعز لدين الله الفاطمى يمينا ويسارا كان مُعجبا بذلك الموقع الاستراتيجى الذى شيد فيه جوهر الصقلى قصر المُلك فأشار لقائده قائلا:

“هنا سنبنى عاصمة المُلك الإسلامى قاهرة المعز لدين الله قاهرة ستقهر أعداء الأمة الإسلامية سيكون هناك بابان أمام قصرى هذا باب تخرج منه جيوشي فاتحةً لمُلك الأعادي أسمية باب الفتوح وآخر استقبل منه جُنْدى العائدين منتصرين أُسمية باب النصر” ثم أشار إلى الجنوب قائلا:

“وهناك يا قائدى سأُهدى “زويلة” بابا لأنهم أعانونى فى فتح مصر” وما بين النصر والفتوح شمالاُ وزويلة جنوبا شيد الصقلى شارع المُعز لدين الله الفاطمى هكذا يمكن وصف شارع المُعز لدين الله الفاطمى ذلك الشارع الذى لم يكن مسموحا للعامة من الشعب دخوله إلا بتصريح خاص على أن يخرج قبل غروب الشمس.

 

وفى ٢٢ فبراير ٢٠٠٨م افتتاح شارع المعز فى منطقة الأزهر بالقاهرة الفاطمية ليكون أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية بالعالم فهو يحتوى على ٢٩ آثرا إسلاميا من أجمل آثار العالم تحكى قصة ألف عام من القوة والضعف والسيطرة والاحتلال لخمسة عصور مرت على مصر المحروسة.

لينفرد الشارع بجمال خاص وزخرفة نادرة وتتنوع ما بين المساجد والمدارس والمدافن وعدد من الكتاتيب والقصور ويضم الشارع أيضا آثارا من العصر الشركسى والعثمانى ثم عصر محمد على فمن مسجد الحاكم بأمر الله إلى بيت السحيمى، لمسجد الأقمر، مرورا بقصر الأمير بشتاك، ومسجد حسن كتخدا الشعراوى ، إلى مجمع قلاوون، فسبيل كُتاب خسرو باشا، وخان الخليلي، بجانب مدرسة الأشرف برسباى، ومجمع الغورية، مع سبيل طوسن باشا، إلى غيرها من الأثار التاريخية المهمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.