صائد الطائرات زغلول وهبة لـ “وضوح”:

الجندي رفعت علي العراقي حطم أسطورة الفانتوم

حاوره: سيد غريب

يواكب أكتوبر هذا العام مرور نصف قرن على واحدة من أعظم معارك العصر الحديث والتي غيرت كثير من المفاهيم والأفكار السياسية والاستراتيجية والعسكرية وقد امتدت آثارها إلى محيط أوسع من تلك البقعة الواسعة التي دارت فيها المعارك، إنها حرب أكتوبر 1973 المصرية العربية التي مازالت محفورة في ذاكرة التاريخ العسكري. والتي كشفت عن مدى كفاءة العقلية المصرية وقدرتها على تخطي أكثر الصعاب قسوة وأصعب المحن وأشدها مرارة، كما بينت بشكل جلي مدى روعة وصلابة الجندي المصري، وثقبت تلك الفقاعة التي رددها العالم كله بأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر وأن “بارليف” يمكنه الصمود إلى الأبد.

العبور للمستقبل 

مصر مدينة لجيشها وأبطالها البواسل بما وصلت إليه اليوم. فلو لم يكن الانتصار ما كانت الأرض والحرية والتنمية، ولو لم يكن عبور القنال بهذه الكفاءة المدهشة ما كان العبور للمستقبل بتفاؤل وعزيمة وبروح أكتوبر، وفي هذه الحقبة بالذات يمكن أن نقول بارتياح أن الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ما هي إلا امتداد لمرحلة الانتصار، وما هي إلا معركة أخرى يقودها الرجل بإرادة مصرية فولاذية وبعقول مستنيرة وبدعم شعبي واسع مع حضور واضح في المشهد لجيشنا الوطني العظيم.

اليوبيل الذهبي 

خمسون عاماً مضت ، ما يسمى اليوبيل الذهبي، ومازال جيل أكتوبر يرفع رايات الذكرى والانتصار وينطق بأمجاده التي صنعها كل جندي وقائد وعالم.. خمسون عاماً مضت ومازال أبطال النصر العظيم يتذكرون كيف شاركوا في صياغة العسكرية المصرية الحديثة .. خمسون عاماً مضت وكثير من التفاصيل مازالت تكشف لأول مرة وكأن الحدث الكبير كان بالأمس، ذلك لأن كل بقعة على أرض المعارك كانت تشهد في كل دقيقة قصة بطولة… فأنتج كل ذلك مئات الألاف من القصص والمواقف الشجاعة والباسلة.

صائد الطائرات 

واحد من هؤلاء الجنود الذين مازال لديهم الكثير ليقصه هو البطل العريف زغلول وهبة سليمان الملقب بـ “صائد الطائرات” وكان من ضمن طلائع قوات الدفاع الجوي بعد 1967.. وقد مارس عمليات اصطياد الطائرات المصرية خلال فترة حرب الاستنزاف.. وعن ذلك يقول الجندي المقاتل زغلول وهبه ، في حوار لجريدة وموقع ( وضوح الإخباري) أنه لا ينسى واحد من أعظم اللحظات التي مر بها خلال فترة خدمته بالجيش وقتاله للعدو كان ذلك يوم 30 يونيو 1970 حينما أسقط في ذلك اليوم طائرة سكاي هوك بواسطة سلاح الكتف “سام 7” الاستريلا الشهير بالحية، كان ذلك في منطقة الجفرة بالجيش الثالث في منطقة السويس.

إسقاط أول طائرة فانتوم

وأضاف زعلول في اليوم نفسه تم إسقاط أول طائرة فانتوم للعدو بواسطة زميله بالسرية المقاتل “رفعت علي العراقي” وهو العمل الذي حطم مفهوم اسطورة الفانتوم ولفت الانتباه بشدة إلى قدرة المقاتل المصري حتى أنه تم اعتبار يوم 30 يونيو عيداً سنوياً للدفاع الجوي تقديرا لهذا الحدث، وأشار المقاتل زغلول كذلك إلى أنه بعد 43 عاماً يأتي احتفالاً عظيماً آخر في 30 يونيو أيضاً (2013) حينما ناصر جيش مصر العظيم إرادة الشعب المصري في التغيير في ثورته الشاملة والمؤكدة واقتلع جذور مؤامرة كادت تعصف بمصرنا القوية وتحولها إلى ساحات للخراب كما حدث في العديد من الدول المجاورة.

من جانب آخر قال البطل زغلول وهو من أبناء مصر الأقباط: أن احتفال هذا العام يواكب احتفالات أخواننا المسلمين بمولد الرسول الكريم، وقدم التهنئة لزملائه المقاتلين وكل الشعب الإسلامي.

الانتماء وحب الوطن

وحول عوامل الانتصار العسكري في 1973 يذكر المقاتل زغلول وهبه أنه يأتي على رأسها دوافع الانتماء وحب الوطن، والرغبة في الانتقام واثبات القدرة الحقيقية للمقاتل المصري، والرغبة الجامحة في استعادة أرض الفيروز وتحريرها من مغتصب غاشم، بالإضافة إلى التكاتف العربي وخصوصا الخليجي الذي وجه ضربة موجعة للقوى الغربية المساندة للمحتل الغاشم حينما أوقف تصدير النفط خلال تلك الفترة في موقف من المواقف العروبية الخالدة.

في ختام تصريحه أكد ضيفنا البطل أن الحرب هي من أدوات الدمار ولا يمكن ممارستها إلا في استرجاع الأرض والحق والدفاع عن حرمة البلاد داعياً البشرية كلها إلى الالتزام بحقوق الشعوب والتخلي عن الاطماع والتعاون من أجل حياة أفضل لهذا الكوكب وللأجيال القادمة.

سماء الشهداء الأبرار ستبقى مضيئة

من جهتها تثني وضوح على كل الجنود الذين كان لهم شرف المشاركة في تحرير الأرض وتؤكد أن اسمائهم ستبقى خالدة كما أن اسماء شهدائنا الأبرار سوف تبقى مضيئة مشرقة في صفحات الشرف والكرامة.

كما تشكر المقاتل زغلول وهبة سليمان وتعتبره قدوة للأجيال وتدعوه هو وزملائه الأبطال إلى تدوين الأحداث العظيمة التي مروا بها خلال حرب الاستنزاف وفي معركة أكتوبر المجيدة.