صحيفة إسرائيلية: رسالة التحذير الأمريكية لإسرائيل ستثبت للمحكمة الدولية استخدامها لسلاح التجويع في غزة
بقلم: محمد السيد راشد
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريرًا حول رسالة تحذيرية أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل، تهدد فيها بفرض حظر على تسليم الأسلحة إذا لم تلتزم إسرائيل بتقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وتعد هذه الرسالة غير عادية لأنها قد تورط إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، حيث طلب المدعي العام كريم خان إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يؤآف غالانت.
الضغوط الأمريكية على إسرائيل
الرسالة التي بعث بها كل من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن طالبت إسرائيل باتخاذ خطوات ملموسة خلال 30 يومًا، تشمل السماح بمرور المساعدات الإنسانية، وتمكين الصليب الأحمر من زيارة المعتقلين الفلسطينيين، وتجميد التشريعات ضد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
تقليص المساعدات الإنسانية
الصحيفة كشفت أن حجم المساعدات التي تدخل غزة انخفض بنسبة 50% منذ شهر مارس الماضي، وأن كمية المساعدات التي دخلت غزة في سبتمبر كانت الأدنى منذ عام كامل. وتعتبر هذه الرسالة دليلًا قويًا يمكن أن تستخدمه المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل لإثبات سياسة التجويع الممنهجة التي تتبعها إسرائيل في قطاع غزة.
تسريب الرسالة وتأثيره
يشير التقرير إلى أن تسريب هذه الرسالة قد يقوي موقف المدعي العام في لاهاي، الذي يحاول إثبات أن إسرائيل تعمدت منع المساعدات عن غزة في إطار سياسة منظمة. وأكدت الصحيفة أن الرسالة جاءت من داخل إسرائيل، حيث كانت محاولة لإحراج الأمريكيين، لكنها بدلاً من ذلك أثبتت الادعاءات الموجهة ضد إسرائيل.
تدهور العلاقات الغربية مع إسرائيل
تطرق التقرير أيضًا إلى تصدع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول الغربية. ففرنسا، بقيادة إيمانويل ماكرون، أبدت معارضة لسياسات إسرائيل في لبنان، بينما الولايات المتحدة، رغم كونها الحليف الرئيسي لإسرائيل، تتعرض لضغوط من أجل اتخاذ مواقف أكثر صرامة حيال الأزمة الإنسانية في غزة.
احتمالات المحاكمة الدولية
بحسب الصحيفة، المحكمة الجنائية الدولية تتسارع في اتخاذ قرار بشأن إصدار مذكرات اعتقال ضد المسؤولين الإسرائيليين، وذلك بناءً على الأدلة التي تم تقديمها، والتي تعززها الرسالة الأمريكية. وإذا استمرت إسرائيل في سياساتها الراهنة، فإن هذه الضغوط الدولية قد تؤدي إلى محاكمتها في جرائم إبادة ضد الإنسانية.
الخاتمة
تواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة على المستوى الدولي بسبب سياساتها تجاه غزة ولبنان. وبينما تحاول الحكومة الإسرائيلية الدفاع عن مواقفها، قد تجد نفسها في مواجهة مع المحكمة الجنائية الدولية، وهي سابقة خطيرة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على علاقتها بالغرب ومستقبلها في الساحة الدولية.