احدث الاخبارفلسطين

صحيفة إسرائيلية :غزة تُنهك إسرائيل.. وخسائر فادحة في صفوف الجيش

يديعوت أحرونوت: إسرائيل في مرحلة “فيتنام” بغزة.. وواشنطن تدفع نحو صفقة إنقاذ

 

كتب – محمد السيد راشد

في تحليل عميق للصحفي الإسرائيلي ناداف أيال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، شبّه الكاتب الوضع العسكري الذي تواجهه إسرائيل في غزة بمرحلة “فيتنام”، حيث تبدو الدولة العبرية عالقة في مستنقع استنزاف طويل الأمد، بينما تتزايد الضغوط الأمريكية على حكومة نتنياهو لوقف الحرب والتوصل إلى صفقة تبادل وإعادة ترتيب الأوضاع في القطاع.

شعارات جوفاء.. ومعضلات ميدانية

يقول الكاتب: “إسرائيل ترفع شعارات مثل ‘لن نتوقف حتى تنزع حماس سلاحها’، بينما يدرك الجميع أن هذا الشعار غير قابل للتحقق دون احتلال عسكري كامل لقطاع غزة.”
ويضيف: “حتى إن وافقت حماس على نزع السلاح، فليس هناك جهة قادرة فعليًا على التحقق من ذلك، ولا المصري ولا الإماراتي يمكنه السير في شوارع دير البلح لجمع الكلاشينكوف.”

حكم غزة: بين وهم إسقاط حماس ورفض السلطة الفلسطينية

أيال أشار إلى أن إسرائيل تصرّ على ألا تحكم حماس غزة، لا علنًا ولا من وراء الكواليس، لكن الخيارات المطروحة تعاني من تناقضات كبيرة. فـ”السلطة الفلسطينية” التي يفترض أن تتسلم الحكم تُقابل برفض تام من نتنياهو، بينما الخيار الآخر المطروح – الحكم العسكري الإسرائيلي – يواجه مخاوف وتكلفة بشرية هائلة، خصوصًا بعد مقتل 38 جنديًا إسرائيليًا منذ مارس فقط.

“مركبات جدعون” والانهيار التكتيكي

يشير الكاتب إلى أن العملية العسكرية التي أطلقتها إسرائيل تحت اسم “مركبات جدعون” لم تحقق أهدافها، بل أظهرت بوضوح عجز الجيش عن تحييد قدرات حماس العسكرية. وعلى الرغم من تدمير بنية تحتية واسعة للكتائب والأنفاق، إلا أن قدرة حماس على استهداف الجنود لم تتآكل، بل تفاقمت منذ يونيو.

ويقول: “الجيش الإسرائيلي يحفر، والمقاومة تحفر أعمق… مثل فيتنام، أفغانستان، العراق، وغزة.”

خطة “المدينة الإنسانية” ومأزق التهجير

تطرق أيال إلى الطرح الإسرائيلي بإنشاء ما يُعرف بـ”المدينة الإنسانية” جنوب قطاع غزة، وهي منطقة يُفترض أن يتم فيها “فلترة الفلسطينيين” وعزلهم عن “الإرهابيين”.
وتساءل بسخرية: “هل ستُجبر إسرائيل مليوني إنسان على الانتقال قسرًا إلى رفح؟ ومن سيموّل هذه المنطقة؟ ومن سيمنع حماس من الدخول إليها؟”

لقاء نتنياهو-ترامب: تحالف سياسي ومهام تكتيكية

في تحليل للقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصف الكاتب العلاقة بين الطرفين بأنها “تحالف شخصي عميق”، وظهرت رسالة اللقاء جلية في الصورة التي نشرها البيت الأبيض تحت عنوان:
“FIGHT! FIGHT! FIGHT!” – “نقاتل معًا”.

وأوضح أيال أن اللقاء كان على ثلاث مستويات:

  1. عاطفي: يرسّخ التحالف بين الزعيمين.

  2. تكتيكي: السعي نحو وقف إطلاق نار مؤقت وإعادة عشرة مختطفين أحياء.

  3. سياسي داخلي: دعم نتنياهو للبقاء، ومراعاة مصالح اليمين المتطرف (سموتريتش، بن غفير).

ضغوط أمريكية وصفقة محتملة

كشف التحليل أن الولايات المتحدة تضغط بقوة على قطر وعلى إسرائيل، لإبرام صفقة تهدئة قصيرة الأمد تشمل إطلاق مختطفين، وفتح المجال أمام “خطة إعادة إعمار محدودة” للقطاع. وأكد أن السعودية تتابع هذه التحركات وتلعب دورًا غير مباشر في الوساطة.

صفقة البقاء… وصفعة اليمين

رغم التشدد الظاهري من نتنياهو، يشير أيال إلى أن الأخير يستخدم التحالف مع ترامب لإقناع المتشددين في حكومته بقبول الصفقة المؤقتة، مقابل الإيحاء بأن الحرب ستُستأنف لاحقًا، مما يمنحه هامشًا للمناورة السياسية دون خسارة قاعدته اليمينية.


خلاصة: إسرائيل عالقة… وواشنطن تمسك بالخيوط

رؤية ناداف أيال تسلط الضوء على مأزق عسكري-سياسي إسرائيلي متفاقم، لا حلول سهلة فيه، بينما يبدو أن القرار الحقيقي بشأن وقف إطلاق النار أو استمراره لم يعد بالكامل في يد تل أبيب، بل بات مرتبطًا بواشنطن، وتوازنات البيت الأبيض المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى