طرد السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا من جلسة للإتحاد الإفريقي احتجاجا على إبادة غزة

كتب: محمد السيد راشد

أعلنت وزارة خارجية الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، طرد سفيرها لدى إثيوبيا، أبراهام نغوس، من مؤتمر إعادة ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا، الذي ينظمه الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. جاء هذا القرار نتيجة رفض الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي مشاركة السفير الإسرائيلي في المؤتمر، في ظل استمرار المجازر ضد المدنيين في قطاع غزة.

تفاصيل الطرد

ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن وزارة خارجية الاحتلال أكدت أن السفير نغوس، الذي شغل منصبه منذ أغسطس 2024، تم طرده رسميًا بسبب اعتراضات الدول المشاركة في المؤتمر على تمثيل الاحتلال في وقت تواصل فيه قوات الاحتلال ارتكاب إبادة جماعية موثقة في غزة منذ أكثر من ستة أشهر. هذا القرار يأتي في وقت يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري على غزة، خاصة منذ 18 مارس الماضي، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية منازل وخيام النازحين، مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا، معظمهم من النساء والأطفال.

المجازر في غزة وفشل التهدئة

يتزامن هذا الطرد مع فشل الاحتلال في الالتزام بالمرحلة الثانية من اتفاق التهدئة وتبادل الأسرى الذي رعته مصر وقطر بدعم أمريكي، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025. بينما التزمت حركة حماس ببنود المرحلة الأولى من الاتفاق، تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من الاستمرار في تنفيذ الاتفاق، بسبب الضغوط من المتطرفين في حكومته.

منذ 7 أكتوبر 2023، استمر الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المجازر الجماعية في قطاع غزة بدعم أمريكي كامل، مما أسفر عن مقتل وجرح أكثر من 166 ألف شخص، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود تحت الأنقاض، في حين يشهد القطاع دمارًا واسعًا وتدهورًا إنسانيًا غير مسبوق.

رد فعل الاحتلال الإسرائيلي

في ردّ غاضب على طرد سفيرها، شنت وزارة خارجية الاحتلال هجومًا على رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، واعتبرت تصريحاته “مسيئة”، خاصة عندما أشار إلى الجرائم التي تُرتكب في غزة خلال كلمته بالمؤتمر. وقالت الوزارة في بيانها: “من المشين أن يتم إدخال عناصر سياسية في فعالية مخصصة لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة في رواندا، وما حدث يُعبّر عن جهل بتاريخ الشعبين الرواندي واليهودي”. وأعلنت الوزارة أنها ستتخذ “إجراءات دبلوماسية” للرد على هذا التطور.

عضوية الاحتلال في الاتحاد الإفريقي

الجدير بالذكر أن الاحتلال الإسرائيلي كان قد أعلن في يوليو 2021 انضمامه بصفة مراقب إلى الاتحاد الإفريقي لأول مرة منذ عام 2002، إلا أن هذه العضوية واجهت اعتراضات متكررة من العديد من الدول الأعضاء. وفي فبراير 2023، تم طرد دبلوماسية إسرائيلية من قمة رؤساء الدول الإفريقية المنعقدة في أديس أبابا.