احدث الاخبار

طوفان أذهل العالم

بقلم / عبير الحجار

قال تعالى في القرآن الكريم  :“إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ “ (التوبة ١١١).

هذا أعظم عقد ،وأربح تجارة  ،وأصدق وعد ، واوفى عهد ،وأعظم بشارة فقال قتادة: ثامنهم الله عز وجل فأعلى ثمنهم وأن يصدقوا الله فيجزيهم أجرهم غير منقوص مثقال ذرة هنيئا لمن باع وفى هذه الآية الكريمة فضل الجهاد والحث عليه .

فمشهد المقاومة في غزة يعيد سيرة صحابة رسول الله (صل الله عليه وسلم ) ” والصحابة الذين استمدوا قواتهم من آيات الله ومن صدق نوايهم وجلدهم وصبرهم على الشدائد فكان منهم من يقتل ومنهم من ينتظر فخالد ابن الوليد وهو على فراش الموت ينعى نفسه وجسده الذى لا يوجد به موضع لم يصيب برمية رمح او طعنة سيف او سهم اصابه ويندب حظه العثر أن يموت على فراشه وليس شهيدا فى سبيل الله .

طوفان أذهل العالم

 

وسقط الجيش الذي لا يقهر تحت أرجل المجاهدين في فلسطين

طوفان الأقصى كان بمثابة انفجار ضخم أذهل العالم كله وعلى رأسهم الكيان الصهـ.يونى .من يكن أحد يتخيل أن حماس تملك شرارة البدء على عكس كل السوابق فقد كان العدو يهاجم ثم تدافع المقاومة. لكن هذه المرة إمتلكت المقاومة قرار البدء ،وقادت المعركة من بدايتها وحتى الان. فمجريات المعركة تشير الى أن المقاومة تقود العدو إلى الخنادق كما يقود الراعى الغنم إلى حظائرها فى مشهد فضح هشاشة العدو واظهر للعالم عظمة أصحاب الارض والعقيدة الثابتة .

سرعان ما كشف طوفان الاقصى ضعف العدو وقلة حيلته وسعى القوى الكبرى الغربية لرعايته والزود عنه ومعاونته على رد اعتباره بكل الطرق الممكنة وحماية مصالحهم التى باتت فى مهب الريح من جراء الطوفان والإعصارالذى عصف بأحلامهم بإمتلاك الأرض العربية الفلسطنية.

لكن مجاهدى هذه الامة طبقوا قول الله تعالى : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّـهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.) ال عمران ١٧٣

تحولات 50 عاما 

فخلال السنوات الخمسين الماضية حدثت تحولات كبيرة فى البيئة والانظمة العربية التى جعلتها أقل إيمانا وإنصافا للقضية الفلسطنية. فقد كانت حرب أكتوبر ١٩٧٣أخر الحروب العربية الإسرائيلية التى ظهر فيها عزة العرب وشجاعتهم وقوتهم واتحادهم على قهر عدوهم التاريخى. ومن بعدها رأينا من باع ومن طبع ومن صافح العدو عيانا امام العالم ومنهم من تلون ولبس ثوب العار بفتح كل مجال للعدو فى أرضينا العربية للعمل والتجارة وحتى السياحة دون مراعاة شعور الشعوب العربية الكارهة للكيان المحتل وثأرنا عليه على مر التاريخ .

نفاق الغرب

فالحرب على غزة كشفت عن نفاق الغرب وكراهية كل ما هو عربى مسلم فكانوا حمائم سلام كاذبة حماة السلام هم رعاة الحرب والضلال ، فى كل لحظة منذ اندلاع المواجهة فى السابع من اكتوبر ونحن على جسر الألأم إلى بؤرة وجعنا العربى الغائر “فلسطين المحتلة” تلك تلك لحظات صعبة قاسية وكاشفة لكل إدعاءات التقدم الحضارى الغربى والقيم الانسانيةالغربية  والعدالة الغربية الزائفة هذه الاكاذيب التى بتنا نتنفسها صباح مساء ونحن نرى بأعيننا ونسمع بأذننا وننزف ألما من قلوبنا .

فالدفاع عن فلسطين ارضا وسمائا وشعبنا فرض على كل مسلم ومسيحى فهى مسرى النبى ومهد الديانات فيها ولد وعاش السيد المسيح ومنها اسرى الرسول الكريم وهى اول القبلتين وثالث الحرمين الشرفين فلسطين هى رمانة ميزان هذه الامة ما أستقامت الامة باتت فلسطين عربية وما إن ضلت الامة وشردت إحتلت فلسطين وعانت الامرين وهذا قدر الله لها ولشعبها الابى العظيم.

واجب المسلمين 

ويسأل المسلمون ما واجبنا تجاه القضية الفلسطنية الأن بعد أن تكالب عليها الاعداء من كل حدب وصوب وكاد لها الداخل والخارج ؟

الجواب: 

يجب على الامة العربية والاسلامية الوقوف بجانب فلسطين بكل ما تملك الدول العربية من امكانات وبكل ما تستطيع الشعوب فعله تجاه الشعب الفلسطينى بالمال والدعاء والقلم وان امكن الجهاد ، وان يسعى الجميع إلى إيصال جميع المساعدات المالية والمادية ليتجاوزوا أزمتهم الحالية وتخفيف معاناة أهلنا فى فلسطين سواء فى غزة او الضفة الغربية وسائر مدن فلسطين المحتلة .

عبير الحجار

اعلامية وكاتبة صحفية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.