الصراط المستقيم

عشر ذي الحجة

كتب/قاسم اكحيلات.

  • عشر ذي الحجة اسم للعدد الذي يبتدئ من أول الشهر إلى العاشر منه.

  • قال ربنا:{والفجر وليال عشر}. قيل هي العشر من ذي الحجة، فليس في ليالي السنة عشر ليال متتابعة عظيمة مثل عشر ذي الحجة التي هي وقت مناسك الحج ، ففيها يكون الإحرام ودخول مكة وأعمال الطواف ، وفي ثامنتها ليلة التروية ، وتاسعتها ليلة عرفة وعاشرتها ليلة النحر . فتعين أنها الليالي المرادة بليال عشر.(التحرير والتنوير.313/30). وهذا القول صححه ابن كثير(التفسير العظيم.391/8).

  • يستحب فيها الإكثار من أعمال الخير، قال رسول الله ﷺ: “ما العمل في أيام أفضل منها في هذه. قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء”.(البخاري.969).

  • يستحب فيها الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد، قال رسول الله ﷺ:”ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”.(صحيح رواه أحمد.6154).

  • يستحب صيامها، فعن هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي ﷺ، “أن رسول الله ﷺ كان يصوم تسعا من ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر، أول اثنين من الشهر وخميسين”.(صحيح رواه النسائي.2417).
    أما ما ورد عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت :”ما رأيت رسول الله ﷺ صائما في العشر قط”.(مسلم.1176). فيمكن الجمع، أن عائشة حدثت بما علمت والإثبات مقدم على النفي.قال بعض الحفاظ:”يحتمل أن تكون عائشة لم تعلم بصيامه عليه السلام فإنه كان يقسم لتسع نسوة فلعله لم يتفق صيامه في يومها”.(الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة.ص:169).

  • المقصود بالصيام صوم التسع الأولى، لأن اليوم العاشر هو يوم نحر، فالعشر اسم علم.

  • ذهب بعض العلماء إلى استحباب تخصيصها بالقيام لحديث:”ما من أيام أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من عشر ذي الحجة، يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة، وقيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر”.(رواه الترمذي.758). لكنه حديث ضعيف تفرد به مسعود بن واصل عن النهاس وهما ضعيفان.

  • ذهب بعض العلماء إلى أن هذه العشر الأوائل أفضل من العشر الأواخر من رمضان لاجتماع الحج وعرفة والأضحية.. وبعضهم قدم العشر من رمضان ففيها صيام الفرض وليلة القدر. والتحقيق أن يقال : مجموع هذا العشر أفضل من مجموع عشر رمضان وإن كان في عشر رمضان ليلة لا يفضل عليها غيرها.(راجع : لطائف المعارف.ص:269).

  • فيها يوم عرفة، فعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ سئل عن صوم يوم عرفة فقال: “يكفر السنة الماضية والباقية”.(رواه مسلم.1162)، وفي رواية له :”أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده”.(1162).

  • من أفضل أعمالها الحج والأضحية وسيأتي معنا بإذن الله تفصيل أحكام الأضحية.

  • بعد دخول أول ليلة من هذه العشر يمتنع المضحي عن أخذ شيء من شعره وبشرته وأظفاره، قال رسول الله ﷺ:”إذا دخلت العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس من شعره وبشره شيئا”.(مسلم.1977). وقد اختلف العلماء في النهي هل هو للتحريم أم للكراهة، وسيأتي معنا بيان ذلك مفصلا بإذن الله.

**فائدة : يبارك المغاربة الأيام المعظمة بقولهم (عواشر مباركة). فقيل : المقصود بهذا التعبير هو مجموع (العشر الأوائل من ذي حجة) و(العشر الأواخر من رمضان) و(عاشوراء) فصارت العبارة تستعمل للتبريك في كل يوم معظم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.