عمليات برية للجيش السوداني غرب أم درمان تحرز تقدماً.. ونزوح جماعى من دارفور

كتب / د. هيام الإبس
شهدت منطقة غرب أم درمان تطورات ميدانية لافتة، مع مواصلة الجيش السوداني تقدمه ضد قوات الدعم السريع في إطار سعيه لحسم المعارك في العاصمة الخرطوم، فيما تواصلت موجات النزوح من ولايات دارفور وسط تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية.
Table of Contents
Toggleالجيش يحقق تقدماً ميدانياً فى أقصى غرب أم درمان
أكدت مصادر ميدانية أن الجيش السوداني واصل عملياته البرية المكثفة، يوم الأحد 20 أبريل 2025، في منطقة أقصى غرب أم درمان، محققاً اختراقات مهمة في عدد من الشوارع الرئيسية.
وأشارت المصادر إلى أن القوات المسلحة تُركز حالياً على إنهاء وجود قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي في تلك المناطق خلال الأسابيع المقبلة. وأسهمت العمليات البرية في تقليص وتيرة القصف المدفعي على الأحياء السكنية في محلية كرري وأم درمان القديمة، رغم بروز دور الطائرات المسيّرة في المعارك الجارية.
وأكدت المصادر تدمير معدات ومركبات عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع، ووصفت المعارك بـ”العنيفة”، حيث شارك مئات الجنود من المشاة المدعومين بالكتائب المساندة، محملين بالمدافع، في توغل ميداني داخل أحياء محلية دار السلام.
وتوقعت المصادر أن يُعلن الجيش قريباً انتهاء العمليات في غرب أم درمان، استعداداً للانتقال إلى عملية جديدة تهدف للسيطرة على الطريق البري الرابط بين أم درمان ومدينة الأبيض في شمال كردفان.
الجيش يستهدف السيطرة الكاملة على محليات أم درمان
منذ مطلع أبريل 2025، كثف الجيش هجماته في محليتي أمبدة ودار السلام، محرزاً تقدماً تدريجياً رغم وجود قناصة على أسطح بعض المباني. وأكدت المصادر أن الأحد شهد تقدماً كبيراً بتحييد عدد كبير من مقاتلي الدعم السريع، ما يمهد الطريق أمام الجيش للسيطرة على محليات أم درمان كافة، بما في ذلك قرى الريف الجنوبي “الجموعية” قرب خزان جبل أولياء، بهدف إعادة مؤسسات الدولة إلى ولاية الخرطوم بعد نقلها مؤقتاً إلى بورتسودان.
نزوح جماعي من جبل مون إلى تشاد إثر هجمات قبلية
في سياق متصل، رصدت المنظمة الدولية للهجرة نزوح 146 أسرة من قرى منطقة جبل مون بولاية غرب دارفور، عقب هجوم شنه رجال قبائل عربية في 14 أبريل الجاري، ما دفع معظم الأسر إلى الفرار نحو الحدود التشادية.
ووصفت المنظمة الوضع في جبل مون بأنه “متوتر وغير متوقع”، مشيرةً إلى أن المنطقة شهدت خلال الأشهر الماضية أعنف المواجهات ذات الطابع القبلي، خاصة ضد قبيلة المساليت التي تعرضت بحسب تقارير لتطهير عرقي من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها.
وقد تسببت هذه الهجمات المتكررة، التي بدأت بعد اندلاع الحرب في السودان عام 2023، في سقوط آلاف القتلى وانتشار واسع لأعمال العنف الجنسي والنهب والتخريب، في ظل سيطرة الدعم السريع على معظم ولايات دارفور باستثناء مدينة الفاشر التي لا تزال تحت سيطرة الجيش وحلفائه.
نزوح مئات الآلاف من معسكري زمزم وأبو شوك.. وتحذيرات أممية من كارثة إنسانية
أعلنت المفوضية الأممية للاجئين أن ما بين 400 إلى 450 ألف شخص فرّوا من معسكري زمزم وأبو شوك في ولاية شمال دارفور، نتيجة تصاعد العنف وتدهور الوضع الأمني والإنساني.
وأكدت المفوضية أن المدنيين باتوا أهدافاً مباشرة للصراع، محذرةً من تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي وانتشار الأوبئة وسوء التغذية.
وفي بيان صادر عن مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، أعربت ستيفاني تريمبليه عن قلق المنظمة من تصاعد العنف بمدينة الفاشر، مشيرةً إلى أن جماعات مسلحة استولت على معسكر زمزم للنازحين، وارتكبت فظائع تضمنت القتل والعنف الجنسي وحرق المنازل.
وتواجه العمليات الإنسانية تحديات كبيرة في الفاشر بسبب شح الوقود وانعدام الأمن وتقييد الوصول إلى المحتاجين، بالإضافة إلى تعطل خدمات المياه والصحة.
انقطاع الكهرباء والمياه في الخرطوم بسبب الطائرات المسيّرة
وأشار التقرير الأممي إلى تضرر البنية التحتية للطاقة في الخرطوم جراء هجمات بطائرات مسيّرة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه في مناطق أم بدة وكرري وأم درمان، يوم 14 أبريل الجاري.
وجددت الأمم المتحدة دعوتها لأطراف النزاع في السودان إلى حماية المدنيين وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، مطالبةً المجتمع الدولي بزيادة الدعم لتلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين من النزاع.