شئون عربية

عنصرية القنوات الغربية الناطقة بالعربية .. تستخدم مفردات لغوية تساوي بين القاتل والمقتول 

كتب – محمد السيد راشد 

يشبه الانتقال من تغطية قناة مثل “التلفزيون العربي” أو “الجزيرة” للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزّة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى تغطية للعدوان نفسه، الانتقالَ من مُشاهدة شريطٍ وثائقيّ إلى مُشاهدة نسخة “منقّحة” و”مُراجَعة” منه، هذا إن لم تكن مشوَّهة.

تتجنب القنوات الفضائية الغربية الناطقة بالعربية في تغطيتها لأحداث غزة وصف ما يحدث على انه عدوان اسرائيلي ، ويستخدمون تعبيرَ الحرب “في” غزّة، أو “الحرب بين حماس وإسرائيل”، وهما اختياران لغويّان يسطّحان الحقيقة ويقتطعان منها.

واشهر هذه القنوات العنصرية والتي تتحيز لاسرائيل هي :  قناة “فرانس 24” (فرنسية حكومية) ، قناة سي ان ان الأمريكية ، وقناة بي بي سي الانجليزية  ، ونيويورك تايمز وغيرهم من الأصوات العربية الناطقة بالعربية .

فالصياغة الأولى تختصر غزّة بكونها مسرحَ الحرب فقط، لا الأرض المعتدَى عليها وعلى أهلها. كما أنها، برفضها استخدام “الحرب على”، تُغفل فعل الاعتداء ومعه هوية المعتدي. أمّا الصياغة الثانية، فتضع، بكلّ بساطة، القاتل والمقتول، المعتدِي والمُعتدَى عليه، في خانة واحدة، رغم عقودٍ من الاستعمار الاستيطاني ومئات الآلاف من الحقائق والوقائع والوثائق المكتوبة والمصوّرة التي تفنّد مساواةً كهذه.

قلب الحق باطل وجعل الظالم مظلوم 

ويشمل المعجم الذي تتبنّاه القنوان الغربية إعادةَ تسميةٍ لكثيرٍ ممّا هو مألوفٌ للمُشاهِد العربي أو للمطّلع على تاريخ القضية الفلسطينية.

*فالاحتلال والاستعمار يتحوّلان إلى مجرّد “صراع” أو “نزاع” بين “طرفين” يوضَعان في خانة واحدة،

*مرّةً أُخرى. في حين يصبح اجتياح غزّة بالدبّابات والآليات والفيالق “مواجهةً” و”اشتباكات بين حركة حماس وإسرائيل”، أو “عمليةً عسكرية”، وهو التعبير الذي يحبّذ استخدامه جيش الاحتلال في بياناته وعلى لسان الناطقين باسمه.

*كما لا تحبّ القناة القول إن الغزّيين هُم “أهلُ” غزّة وشعبُها أو أصحابها، بل هُم عندها “سكّان” المدينة أو القطاع فحسب. وحين تُدمَّر منازلهم ويُشرَّدون على يد الاحتلال الإسرائيلي، فإن مذيعي “فرانس 24”  وسي ان ان و بي بي سي يتحدّثون عن “نازحين” (صيغة فاعل تشير إلى أنهم هُم أصحاب القرار) وليس عن “مهَجَّرين”

(صيغةمفعول كان في إمكانها، لو استُخدمت، أن تُحيل إلى فعل التهجير الذي ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي).

بخياراتها التحريريّة هذه، تمشي القنوات ضمن المسار الذي رسمه الموقف الرسمي لكل من فرنسا وبريطانيا وامريكا  لوسائل الإعلام التي ترفع لافتة “الحيادية” في تغطيتها، لكنها تُعيد، في الواقع، إنتاج قسمٍ من المعجم الإسرائيلي حول العدوان، على حساب المعجم الفلسطيني. تماماً كما هو الحال مع الموقف السياسي الرسمي الذي يدّعي الحيادية في مكان، ويعتبر، في مكانٍ آخر، مناِقضٍ، أن حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل “دفاعٌ عن النفس” وأن المقاومة “منظّمة إرهابية”.

وفي هذه القنوات نجد أنفسنا أمام مذيعين ومقدّمي برامج يزِنون جُملهم ويتلعثمون أكثر من أي وقتٍ مضى، باحثين، كما يبدو، عن الكلمات التي تتناسب مع سياسةالقناة أكثر مما تتناسب مع آرائهم ومشاعرهم تجاه الوقائع التي يعلّقون عليها.

رقابةٌ على الذات يبدو أنها قد تضاعفت منذ آخر جولة “عقوبات” قامت بها إدارة القناة، في مارس/ آذار 2023، حيث طردتْ وأوقفتْ عن العمل أكثر من صحافي عربي اعتبرتْ أنه نشر تعليقات “معادية للسامية” على وسائط التواصل الاجتماعي، وهي التهمة الجاهزة التي باتت تلصق بأي شخص يدين الجرائم الإسرائيلية ويتضامن مع الفلسطينيين.

قنوات عربية خالصة تستخدم مفرادات المعجم الصهيوني 

 

كذالك هناك قنوات عربية خالصة في الملكية والنطق والإدارة ومنها قنوات الحدث ، والعربية ، سكاي نيوز ،الغد  يتخللها بعض الموضوعات المقصودبها تسطيح القضية الفلسطينية، بتوجيه من المذيعين منها:

*تحميل المقاومة نتائج كل ما حدث بسبب السابع من أكتوبر

*التفرقة بين الغزيين واهل فلسطين

*طرح أفكار من ضمنها تصفية القضية والقضاء علي المقاومة

*تسمية حكومة لاحتلال وجيشها بحكومة بلد إسرائيل وجيش بلادها

* التغني بكلمة شعب إسرائيل ومنادة نتنياهو بالحفاظ علي شعبه

*وصف العدوان علي غزة بالحرب بين إسرائيل وحماس

يذكر أن سفير فلسطين في بريطانيا حسام زملط كان له موقف مع قناة العربية ويشير الفيديو التالي الى ذلك

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.