
كتبت: د. هيام الإبس
أعلنت السلطات في جمهورية الكونغو الديمقراطية عن غرق مركب في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد، مما أسفر عن مقتل 25 شخصًا، معظمهم من لاعبي كرة القدم. ووفقًا للمتحدث الإقليمي أليكسيس مبوتو، كان اللاعبون عائدين من مباراة في مدينة موشي بمقاطعة ماي-ندومبي مساء الأحد، عندما انقلب المركب في نهر كوا.
وأشار مبوتو إلى أن ضعف الرؤية ليلًا قد يكون أحد العوامل التي ساهمت في وقوع الحادث. فيما أكد ريناكل كواتيبا، المسؤول المحلي في منطقة موشي، أن ما لا يقل عن 30 شخصًا آخرين نجوا من الحادث.
تكرار الحوادث النهرية في الكونغو
تعد حوادث القوارب المميتة أمرًا شائعًا في هذا البلد الواقع بوسط إفريقيا، حيث يُلقى باللوم في معظم الحالات على السفر ليلًا واكتظاظ المراكب بالركاب. وتواجه السلطات تحديات كبيرة في فرض اللوائح البحرية بفعالية، مما يؤدي إلى تكرار هذه الكوارث.
تلعب الأنهار دورًا حيويًا في تنقل سكان الكونغو الديمقراطية، الذين يتجاوز عددهم 100 مليون نسمة، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى بنية تحتية ملائمة أو تعاني من غيابها التام.
التحديات الهيكلية في قطاع النقل
يكشف هذا الحادث المأساوي عن مشكلات عميقة في البنية التحتية للنقل بالكونغو، حيث تزايدت أعداد الضحايا في السنوات الأخيرة نتيجة الاعتماد الكبير على المراكب الخشبية المكدسة بالركاب والبضائع.
ويرى الخبراء أن ضعف الاستثمارات في شبكات النقل البرية، إلى جانب غياب معايير السلامة في النقل النهري، يمثلان السببين الرئيسيين وراء استمرار هذه الكوارث. كما أن الاعتماد المفرط على الأنهار، مع غياب بدائل نقل آمنة، يزيد من المخاطر التي يتعرض لها المواطنون بشكل يومي.
مستقبل النقل في الكونغو: الحاجة إلى حلول جذرية
تطرح هذه الحادثة مجددًا تساؤلات حول مستقبل قطاع النقل في البلاد، وضرورة البحث عن حلول جذرية لمنع تكرار مثل هذه المآسي. فمع استمرار الاعتماد على الأنهار كوسيلة نقل رئيسية، تصبح الحاجة ملحة لتطوير وسائل نقل أكثر أمانًا، وفرض رقابة صارمة على حركة المراكب، لضمان سلامة الركاب وحماية أرواح المواطنين.