غياب فرحة عيد الفطر في غزة: عيد تحت الإبادة والقصف والجوع والنزوح
غزة توجه رسالة إلى العالم: هل تسمعون أنيننا؟

كتب – هاني حسبو
للعام الثاني على التوالي، يحل عيد الفطر في غزة وسط الإبادة، القصف، الجوع، والنزوح، لتغيب الفرحة وتحل محلها أصوات البكاء والحداد. في قطاع يعاني حربًا مستمرة منذ 18 شهرًا، بات العيد يومًا آخر من الألم والمآسي، حيث لا بيوت تستقبل الزوار، ولا أسواق تعج بالمشترين، ولا ساحات تمتزج فيها ضحكات الأطفال.
Table of Contents
Toggleالعيد في غزة: ذكرى مؤلمة بدلًا من الفرح
وبحسب تقرير للمركز الفلسطيني للإعلام ،كان الأطفال في غزة ينتظرون العيد بملابس جديدة وألعاب ملونة، لكنهم اليوم يقضونه بين الركام أو في مخيمات النزوح، يبحثون عن حياة فقدوها تحت القصف والحصار.
في شوارع غزة التي كانت تتزين بالأنوار والفوانيس، لا يُرى اليوم سوى الدمار والخراب، والأسواق التي كانت تعج بالحياة تحولت إلى أنقاض خاوية بسبب الحصار والتدمير. آلاف العائلات فقدت منازلها وأحلامها تحت الأنقاض، ليصبح العيد مجرد ذكرى من الماضي.
العيد في ظلال الموت والتشريد
أم محمد، نازحة من شمال غزة تعيش في خيمة بمدينة دير البلح، تنظر إلى أطفالها بحزن وتقول:
“العيد كان فرحة، كان جمعة أهل ولمة أحباب، واليوم نحن مشردون، نعيش في خيمة، حتى ملابس العيد لم نستطع توفيرها لأطفالنا.. كيف نفرح؟”
أما محمود، طفل في العاشرة من عمره، فيحمل دميته القديمة التي أنقذها من بين أنقاض منزله المدمر، ويقول بصوت خافت:
“كنت أتمنى أن يكون لدي ملابس جديدة، أن ألعب مع أصدقائي، أن أزور جدي وجدتي.. لكن بيتنا دُمر، وهم أيضًا رحلوا.. العيد لم يعد عيدًا.”
طعام العيد.. حلم بعيد المنال
في غزة، حيث كان العيد يُستقبل بـالكعك، القهوة، والحلويات، أصبح الحصول على الطعام معركة يومية. نقص الغذاء والماء يجعل حتى أبسط مظاهر العيد مستحيلة.
يقول أبو خالد، وهو يقف في طابور انتظار المساعدات الغذائية:
“كان أطفالنا يستيقظون في العيد ليجدوا الفطور جاهزًا، الحلويات، الشوكولاتة، المكسرات.. اليوم نستيقظ ولا نجد إلا الخبز الجاف، إن وُجد!”
غزة توجه رسالة إلى العالم: هل تسمعون أنيننا؟
في العيد الثاني تحت القصف والحصار، يوجه أهل غزة رسالة إلى العالم:
“كفاكم صمتًا.. كفاكم تجاهلًا.. نحن نموت، أطفالنا يحترقون، أحلامنا تُدفن تحت الأنقاض. أين العالم من مأساتنا؟”
لم يعد العيد في غزة مناسبة للفرح، بل صار ذكرى أليمة تذكر أهلها بكل ما فقدوه. ومع كل قصف جديد، ومع كل شهيد يسقط، يزداد الألم، لكن يبقى الأمل بأن تنتهي هذه الحرب، ليعود العيد يومًا ما محملًا بالفرح الحقيقي، وليس بوجع الفقد والنزوح.