الفن والثقافة
فى مثل هذا اليوم : سقوط عكا فى يد الصليبين
كتب / محمود حسن
عكا والمقاومة الى ان سقطت فى يد الغزاة
في مثل هذا اليوم 12 يوليو 1191 سقطت عكا في يد الصليبيين بقيادة ملك إنجلترا
“ريتشارد قلب الأسد” وكانت عكا خاضعة لسيطرة المسلمين، ومع هذا الدخول سقطت المدينة في يد الصليبيين
وهي من أقدم وأهم مدن فلسطين التاريخية، تقع اليوم في لواء الشمال الإسرائيلى
حسب التقسيم الإداري بعد حرب 1948، على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
وتبعد عن القدس نحو 181 كم إلى الشمال الغربي. وتبلغ مساحتها 13.5 كم2
كما بلغ عدد سكانها نحو 46 ألف نسمة في عام 2008.
وتأسست المدينة في الألف الثالثة ق.م على يد الكنعانيين (الجرشانين)
الذين جعلوا منها مركزًا تجاريًا ودعوها باسم (عكو) أي الرمل الحار. وأصبحت بعد ذلك جزءا من دولة الفينيقيين
ثم احتلها العديد من الغزاة كالإغريق والرومان والفرس والفرنجة الصليبيون
وفتحها العرب المسلمون سنة 636 م / 16 هـ على “يد شرحبيل بن حسنة” .
وفي سنة 20 هـ أنشأ فيها “معاوية بن أبي سفيان” دارًا لصناعة السفن، ومنها انطلقت أول غزوة لجزيرة قبرص عام 28 هـ.
وتوالت عليها الاحداث على مر التاريخ، ومن أشهر حكامها “أحمد باشا الجزار”، وبلغت أوج مجدها عام 1799
م عندما أوقفت زحف “نابليون” الذي وصل إليها بعد أن احتل مصر، وساحل فلسطين
وحاصرها مدة طويلة ولكنه فشل في احتلاها بفضل صمود “أحمد باشا الجزار
فتلاشت أحلام “نابليون” بالاستيلاء على الشرق وسحب جيوشه
في ١٢ أكتوبر ١١٨٧ ثار الغرب عندما جاءته أنباء انتصار حطين واسترداد بيت المقدس
وجهزت أوروبا حملتها المعروفة بالحملة الصليبية الثالثة التى تزعمها “فردريك باربروسا” إمبراطور ألمانيا
و”فيليب أوغسطس” ملك فرنسا، و”ريتشارد قلب الأس”د ملك إنجلترا، واتجه الصليبيون
إلى عكا بقيادة ملك بيت المقدس وأقام الملك الصليبى معسكره على مقربة من عكا
ووصلت مقدمات الحملة الصليبية الثالثة، وحاصرت المدينة من البحر، وكان لذلك فعل السحر في نفوس الصليبيين
فارتفعت معنوياتهم ثم لم يلبث أن جاءت قوات صليبية من صور وأحاطوا المدينة بخندق يفصل بينهم وبين “صلاح الدين”
وانقطع طريق المسلمين بذلك إلى عكا ووقعت المواجهة بين “صلاح الدين” والصليبيين دون أن يحقق أحد الفريقين نصرا حاسما
حتى وصلت قوات “فيليب أوغسطس” في أبريل ١١٩١، فجمع الصليبيين تحت رايته بعد خلافات
دبت في صفوفهم وبدأت مهاجمة عكا وقصفها بلا توقف ثم وصل “ريتشارد قلب الأسد”
إلى عكا في يونيو ١١٩١ فازداد به الصليبيون قوة وفى ١١ يوليو ١١٩١ بدأ هجوم عام
كان “ريتشارد “من اقترحه، ورغم ما أظهرته الحامية الإسلامية في عكا من شجاعة ومقاومة برا وبحرا
لكن ذلك لم يكن كافيا أمام أكبر قوتين في أوروبا، وصار محتما سقوط المدينة.
وفى مثل هذا اليوم ١١٩١ استسلمت المدينة، وفى ٢ سبتمبر ١١٩٢ عقد “قلب الأسد” صلحا مع “صلاح الدين”
بما عرف بصلح الرملة، وظلت عكا في قبضة الصليبيين حتى حررها القائد الأشرف بن قلاوون بعد أكثر من ١٠٠ عام.