أراء وقراءات

كارثة إعصار مدينة درنة الليبية والدروس المستفادة

بقلم / ممدوح الشنهوري*

تعتبر مأساة إعصار دانيال بمدينة درنة الليبية احدى أكبر الكوارث الطبيعة التي ألمت بالشرق الأوسط خلال الأونة الأخيرة بعد زلازل تركيا في فبراير الماضي، والذي خلف الألاف من القتلي والجرحي و المفقودين.

فقد خلف عشرات الألاف من القتلي و المفقودين ولكن بصورة أبشع، بسبب حالات الرعب والهلع المصاحبة له، بخلاف قلة الحيلة لسكان المدينة للنجاة أو الفرار منه لصغر مساحة المدينة، وإنحصارها بين مجموعة من التلال والأودية، وكذلك محدودية مداخلها ومخارجها، والتي إنهارت إنهيار تام بسبب تربتها الرملية وجرفها من قِبل الإعصار.

بخلاف سرعة الرياح على السواحل الليبية والتي وصلت الي 75 كيلومترا في الساعة ، إضافة إلى ارتفاع الأمواج، وإنهيار سدي درنة الأول والثاني بسبب ضعف بنيتهم التحتية، وعدم عمل أي نوع من الصيانة لهم منذ  ” 2002 ” حسب بعض التقارير ، إضافة لقوة وضغط مياه البحر عليهم مباشرة بسبب سرعة رياح الإعصار ، مما أدي الي إنهيارهم في فتره زمنية وجيزة، وأدي الي تدافع المياه داخل المدينة بكميات كبيرة حالت بينهم وبين النجاة .

وضعف التعامل الحكومي مع كارثة مدينة درنة الليبية والتي تجعلنا نتسائل؟ أين نحن من بقية دول العالم في مواجهتها بالحلول الطارئة، لتخفيف أثارها  النفسي علي أسر الضحايا، حتي بعد الكارثة، مثلما تفعل العديد من دول العالم المتقدمة. فكان التعامل مع جثث الموتى بطريقة مهينة وغير إنسانية حيث تركت لساعات طويلة  على الارصفة وفي الشوارع ، وتم دفن الضحايا بالطرق العشوائية.

اليس من المفترض أن تكون هناك حلول أخري لحفظ جثث الموتي لضحايا هذا الإعصار، في ” شاحات تبريد كبيرة ” ليتم التعرف عليهم فيما بعد، حتي وإن تشوهت بعض ملامحهم بسبب شدة الإعصار، عن طريق الحمض النووي بعد إنهاء عمليات البحث والإنقاذ.

بدلاً من ذلك الدفن العشوائي، والذي بالطبع لن ترضي عنه أسر الضحايا في أن يكونوا ذويهم مجهولون الهوية بعد مماتهم، ومن الإحتمال أن يتم نبش قبورهم مرة أخري بعد فترة من الوقت ، ليتم التعرف عليهم، عن طريق الحمض النووي، لتهدأ نفوس ذويهم، بأخذ جثامينهم ودفنها في مقابرهم الخاصة.

ولهذا من المفترض أن يكون في تلك الأزمات سواء في كوراث الزلازل  أو الفياضانات أو حتي الحروب بعض الحلول السريعة والمفيدة التي تلجأ اليها الدول في تقديم المساعدات الدولية أو المحلية بعد تقيم الوضعي الإنساني للكارثة، و هو إرسال شاحنات تبريد وحفظ للموتي.  لتخفيف عبئ الأزمة النفسية علي أهالي الضحايا، علي الأقل في سهولة التعرف علي ذويهم بعد الكارثة، بأي طريقة متاحة فيما بعد، وإستلام أسرهم لهم  ودفنهم مثلما تفعل باقي الدول المتقدمة في تلك الأزمات.

لهذا من  المفترض علي دول الشرق الأوسط، المبادرة والبدء في توفير والتصنيع لهذه الشاحنات بكثرة، إذا لم تكن متوفرة، ووضعها في حالة إستعداد ” بالمئات ” تحت الطلب كنوع من المساعدات الإنسانية التي تقدم في حالات الكوراث، مع  المساعدات الأخري كالأدوية ومعدات الإنقاذ ووسائل الإيواء والتدفئة، لدول الشرق الأوسط فيما بينها وبين البعض.

مع البحث عن نقاط الضعف والقوة الأخري، والتي ستشكل نوع من السهولة أو الصعوبة في عمليات الإجلاء والإنقاذ الٌدولي في حالة الأزمات الإنسانية هذه ، وتوفيرها أيضا كنوع من  المسعدات الدٌولية تحت الطلب.

*عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.