كيف أفشلت المقاومة استراتيجية نتنياهو للهروب من المرحلة الثانية؟

جمع وترتيب: هاني حسبو.
كيف أفشلت المقاومة استراتيجية نتنياهو للهروب من المرحلة الثانية؟
لم يتوقف نتنياهو عن المحاولة للهروب من المرحلة الثانية منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار وبدء عمليات التبادل وهي محاولات تهدف إلى إبقاء الباب مفتوحا أمام العودة للحرب
لكن كل محاولاته فشلت بسبب يقظة المفاوضين الفلسطينيين واتباعهم استراتيجية معاكسة تهدف إلى منع نتنياهو من ذلك

في هذه السطور نتعرف على أهم ملامح استراتيجية المقاومة والتي نجحت في إحباط خطة نتنياهو.
أولا: عدم تعطيل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.
وضع نتنياهو كثيرا من العقبات أمام موضوع الإفراجات عن الأسرى الفلسطينيين وكذلك تعطيل تنفيذ بعض الالتزامات المرتبطة بالمرحلة الأولى ومن ذلك:
عدم فتح طريق الرشيد في الموعد المحدد بذريعة أن إحدى الأسيرات واسمها أربيل يهود.
عدم إدخال كميات كافية من المواد الإغاثية والطبية إلى شمال القطاع وفق ما نص عليه البروتوكول الإنساني
وعدم إدخال الخيام والوقود والبيوت الجاهزة
استمرار إطلاق النار والقتل في اماكن متعددة من القطاع.
ثانيا: عدم تمديد المرحلة الأولى
وكانت خطة نتنياهو منذ البداية أن تكون الصفقة مرحلة واحدة فقط وتقتصر على تبادل الأسرى دون الخوض في الترتيبات الأخرى المتعلقة بمستقبل القطاع سياسيا وإداريا وأمنيا.
وقد أجّل بحث ذلك للمرحلة الثانية بينما خطط دائما ألا تكون هناك مرحلة ثانية. وكان يفترض أن يبدأ المفاوضات على المرحلة الثانية في اليوم السادس عشر إلا أنه لم يفعل حتى الآن وذلك لكي يضع الوسطاء والمقاومة تحت الأمر الواقع ويقبلوا بتمديد المرحلة الأولى بالإفراج عن مزيد من الأسرى.
المقاومة ردت ردا قاطعا بأنه لا يمكن تمديد المرحلة الأولى وسارعت بالإفراج عن ستة أسرى دفعة واحدة لحسم الجدل وإجبار الجميع على الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
ثالثا: إظهار السيطرة والاستعداد للمواجهة
وقد كان ملفتا للنظر كمية المشاهد العسكرية التي قدمتها المقاومة وخصوصا كتائب القسام خلال مراسم الإفراج عن الأسرى وقد فهم منها أنها رسائل ضرورية لأطراف عديدة بأن المقاومة مازالت قوية وقادرة على استعادة المبادرة إذا ما اضطرت لذلك وهي رسائل التقطها نتنياهو قبل غيره وفهم أن استراتيجيته ستصطدم حتما بالمقاومة وأن احتمالات الحصول على كل ما يريده هو أمر مستحيل.
لا مناص من الذهاب للمرحلة الثانية
أصبح واضحا تماما لنتنياهو والوسطاء وكذلك ويتكوف أنه لابد من الانخراط في مفاوضات المرحلة الثانية
وأوردت القناة 12 الإسرائيلية الخبر التالي : نتنياهو سيعقد قريبا اجتماعا لاتخاذ قرار بشأن إيفاد فريق مفاوضات إلى الدوحة أو القاهرة.
ومع ذلك فلا يتوقف نتنياهو عن التلاعب والمناورة حيث أضافت القناة 12: “التفويض الممنوح لفريق التفاوض سيقتصر على توفير حافز لاستمرار إطلاق سراح الرهائن”.
– القناة 12: إسرائيل وواشنطن اتفقتا على ربط استمرار وقف إطلاق النار ودخول المساعدات بالإفراج عن مزيد من الرهائن.
فهل ستستجيب المقاومة لهذا المطلب؟
وفي الختام نركز على فكرة “توظيف اللحظة” والمقصود هنا تقدير الموقف بشكل دقيق وفيه ثلاث نقاط:
أولا: الأمريكان لا يوافقون نتنياهو على وقف الصفقة والتراجع عن الاتفاق بل يحثونه على الانتقال للمرحلة الثانية وهذا ما دفع ويتكوف لتأجيل زيارته.
ثانيا: هناك رأي عام داخل الكيان يرفض التراجع عن الاتفاق ويحث نتنياهو على الدخول للمرحلة الثانية لضمان الإفراج عن مزيد من الأسرى
ثالثا: المؤسسات الأمنية الصهيونية تحث الحكومة على الاستمرار والانتقال للمرحلة الثانية.
كل هذه كانت نتاج استراتيجية المقاومة في المرحلة الأولى.
مختارة من حساب فايد ابو شمالة على منصة X.