أراء وقراءات

كيف نواجه ظاهرة العنف في المجتمع

بقلم / محمد عقل 

ارتبط انتشار العنف في المجتمعات دائماً بالأوضاع الاجتماعية والإقتصادية والثقافية والسياسية مما ينتج عنة معاناة الكثير من البشر مابين الفقر والجوع والتشريد والموت والتهجير،وتفشى ظاهرة العنف في مجتمعنا كانت نتيجة للتغير الاجتماعى المفزع الذى طال جهات التنشئة في المجتمع  سواء كانت الأسرة او المدرسة او دور العبادة او وسائل الإعلام او غيرها،حيث  اصبحت عاجزة عن ارساء القيم النبيلة من التسامح والعفو والصفح وقبول واحترام الأخر والحوار المتبادل،كل هذة العوامل ادت الي انتشار ظاهرة العنف في المجتمع وخاصة بين الشباب،فأصبحنا نخاف من شبابنا اكثر من خوفنا عليهم.

واصبحت تلك الظاهرة تنخر في اساس المجتمعات البشرية وبالرغم من تحريم العنف واعتبارة سلوك عدواني في جميع الديانات السماوية،وكذلك تجريم القوانين الداخلية والمواثيق والأتفاقيات الدولية لكافة اشكال العنف،وتلاحظ ارتفاع نسب العنف في جميع المجتمعات وخاصة بعد جائحة كوفيد 19 والازمة الأقتصادية التي يعيشها العالم حالياً، وصارت هـــذه الظــاهرة تهـــدد كیانــات الـــدول والمجتمعــات المتقدمــة والنامية علي حد سواء.

وارتفاع معدل العنف في المجتمـع المصـري یمكـن أن یكـون هـو السـبب الرئیسـى فـي أنتشـار الفوضـى،وتعتبر التنشـئة الاجتماعیـة الخاطئـة مـن الاسـباب المؤدیـة إلـى العنـف خاصـة و أن الإنسان مثلمـا یكتســب الســلوك القــویم مــن البیئــة التــى تربــى فیهــا، یكتســب أیضــاً الســلوك المنحـرف،فـإذا نشـأ الأإسـان فـي بیئـة یيغلب فيها خـرق القـوانین فأنة فـي الغالـب يتعلم ذلك السلوك و يخـرق القـوانین،ويؤثر العنف سلباً في الفرد والمجتمع حيث يؤدى الي تقطيع الروابط الاجتماعيّة وتسميم العلاقات بين النّاس،انتشار الأمراض النفسية والعقد الاجتماعية،و نشر القيم السلبية مثل الألفاظ السيئة والسباب.

ويجب في النهاية ان يكون هناك دور للدولة وللمجتمع في مواجهة ظاهرة العنف وذلك بوضع خطة عمل لنشر المفاهیم الصحیحة،وذلك من خـلال وضـع بـرامج موجهـة یعتمـد فیهـا علـى رجـال الـدین وعلماء الأزهر،النهـوض بـالمجتمع،إجراء المزیـد مـن الدراسـات والأبحـاث عـن ظـاهرة العنـف في مجتمعنا سواء عنف اسرى او عنف ضد الأطفال او عنف اجتماعى اوغيرها من صور العنف، متابعة سلوك الأفراد المنحرفين والعمل علي تقويمهم و دمجهم مع باقي افراد المجتمع، ونشـــر الــوعي بخصـــوص خطــورة العنـــف واثــارة الاجتماعیـــة والاقتصادیة والتعلیمیة والنفسیة وذلك بعمل برامج توعیة متنوعـة ومسـتمرة لتحقیـق هذا الغرض.

محمد ابراهيم عقل 

باحث دكتوراة في القانون الدولي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.