أراء وقراءات

كيف يتعايش الرجال مع الحياة بعد سن الأربعين؟؟

بقلم / ممدوح الشنهوري

لا شك الإنسان يمر بمراحل عمرية متعددة، قبل أن يصل الي سن الأربعين، وهو سن الرٌشد والإتزان العقلي عند الرجال، في كل  قرارتهم في الحياة انذاك .

وايضا النشاط والحيوية من صفات الرجل في سن الأربعين، لأنه يحاول أن يثبت للجميع أنه لا يزال في ريعان شبابه، وأنه لا يوجد ما يقلل من حيوته ونشاطه، ولذلك نجد الرجل في سن الأربعين يعمل بكد وإجتهاد.

وايضا الرجل الأربعيني يتمتع بحرية التعبير، ولذلك يحارب من أجل التعبير عن آرائه ومعتقداته، ووجهات نظره العميقة التي تعبر عن شخصيته.

وربما تختلف المراحل العمرية عند الرجال كليا وجذريا فيما قبل سن الأربعين، في كل شيء لديهم، في طبيعة الحياة نفسها بتفاءلها وحيويتها وصفاءها الذهني وحتي قرارتها الشخصية والمستقبلية لحياتهم .

فحياة الشاب فيما قبل سن الأربعين، تعتبر هي الفترة الذهبية في عمره لعيش الحياة بكامل طاقتها و قوتها وسعادتها من تحقيق كل تلك الأحلام التي تراوده انذاك، من إنهاء دارسة جامعية مثلا أو زواج أو إيجاد فرصة عمل مناسبة أو اكثر أو أقل من تلك الأحلام ، حسب بما يكتفي .

وربما أجمل ما في تلك الفترة العمرية دون سن الإربعين للشباب، هو مواجهة تلك الصعاب أو التحديات التي تواجههم، بقلوب وعزيمة قوية، لا تكل ولا تمل حتي يتم تحقيقها .

ولكن متي حل سن الأربعين علي الرجال، تغيرت حياتهم الشخصية كليا وجذريا، وكأنهم باتوا أقرب الي ” الموت ” ، إذا لم يحققوا ما كان يوجب تحقيقة قبل سن الأربعين، فتجد اليأس يتملك من قلبوهم بسرعة البرق وكأنهم يصارعون الموت من أجل البقاء ؟؟.

فتجد فيهم العزيمة الضعيفة، واليأس و الإحباط السريع عند محاولة تحقيق أي هدف لهم في الحياة ، وتجدهم دائما بأنهم ينظرون لأي نجاح بعد سن الأربعين، بأنه أتي بعد فوات الأوان، وبأن تحقيقة ليس له أي قيمة مادية أو معنوية أو نفسية في حياتهم، بعد ضياع فرصة تحقيقة في فترة ما دون الأربعين وهي فترة إزدهار الشباب لديهم  .

وحتي فرحتهم بأي إنجاز  يحققونه في حياتهم الشخصية  تجدها ” مكتومة ” ما لم تكن تكملة لسن ما قبل الأربعين وليس لها أي قيمة معنوية في حياتهم  الخاصة، ومن هنا دائما ما تجدهم عرضة للأمراض القاتلة ك الجلطات القلبية ومرض السكري وغيرها من الأمراض ك النفسية ، لأن الحزن علي ضياع مستقبلهم في بداية شبابهم، له عامل كبير في ضعف مناعتهم الجسمانية والمعونية ودائما ما يجعلهم عرضة للأمراض الجسدية والنفسية .

وربما قد يكون هناك لكل شاب وصل الي سن الأربعين ولم تحقق أحلامه كاملة ، ” قصة كبيرة من الألم والحزن ” ، سببها ربما الظروف الشخصية او العائلية، او المجتمع بكل ما يحملة معوقات من فقر أو بطالة أو محسوبية أو ما الي غير تلك  المعوقات، التي ربما تكون  قتلت … ، أو ما زالت تقتل… أحلام الشاب، حتي وصلو أو سيصلوا ذات يوم  الي سن المشيب واليأس والإحباط المعنوي والنفسي وهو سن الأربيعن لدي الشباب .

فهل من سيشعر ذات يوم بهؤلاء الشباب … من ولاة الأمر في كل الأوطان العربية ” وخاصة مصر ” ، بتلك المأساة التي يعيشهونها الأن من إحباط معنوي ونفسي في تحقيق أحلامهم، قبل أن يصلوا الي سن الأربعين وهو سن المشيب وموت الأحلام والطموح بالنسبة لهم .

ممدوح الشنهوري

كاتب صحفي و عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.