السودان

كيكل يفجر مفاجآت: 9 أسرار “خطيرة” عن حميدتى تكشف لأول مرة

كتبت : د.هيام الإبس

فى تصريح جديد يُسلّط الضوء على تفاصيل غامضة حول اختفاء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتى”، قال القيادي المنشق من قوات الدعم السريع  كيكل إنه التقى حميدتى داخل العاصمة الخرطوم قبل اثني عشر يوماً فقط من انضمامه إلى صفوف الجيش السوداني.

وكشف قائد درع السودان اللواء أبوعاقلة كيكل، في لقاء خاص جمعه بعدد من رؤساء التحرير بمقر إقامته في مدينة بورتسودان، 9 أسرار خطيرة تتعلق بقائد مليشيا الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو “حميدتى”، موضحاً كيف كان يدير المعارك والاتصالات وتفاصيل اختفائه من الخرطوم.

أوضح كيكل أن حميدتى عرض عليه تولي مسؤولية ولاية القضارف، إلا أنه رفض، واصفاً العرض بأنه مجرد محاولة تسويف، كما أكد أن حميدتى غادر الخرطوم قبيل استعادة الجيش لكبري سوبا، ما يوضح معرفته المسبقة بانهيار مواقعه هناك.

وفي سياق حديثه، كشف كيكل عن لقاء مرتقب مع رئيس حركة العدل والمساواة د. جبريل إبراهيم، نافياً وجود أي خلاف شخصي معه، مبيناً أن تصريحاته السابقة بشأن دعم وزارة المالية لمشروع الجزيرة كانت موجهة للمؤسسات الرسمية وليس استهدافاً لجبريل كشخص أو كقيادي سياسي

أبرز ما جاء في تصريحات كيكل:

الوجود السري في الخرطوم: قال كيكل إن حميدتي ظل متواجداً بمنطقة الخرطوم (2) خلال الأشهر الأولى للحرب، وكان يعقد اجتماعات متقطعة مع قادته في منازل آمنة مزودة بغرف تحت الأرض، وغادر العاصمة نهائياً بعد عبور الجيش لكوبري سوبا في فبراير الماضي.

حماية مشددة وتقنيات متطورة: أشار إلى أن حميدتي كان محاطاً بأنظمة تشويش تغطي دائرة قطرها 100 كيلومتر، وترافقه قوة حماية مكونة من 150 عربة مسلحة بمدافع ثنائية، وغالبية العناصر المحيطة به من أبناء قبيلته.

هاتف “الإماراتي”: تحدث كيكل عن استخدام نوع خاص من الهواتف أطلق عليه “الإماراتي”، كان الوسيلة الوحيدة المقبولة للتواصل مع حميدتي، مضيفًا أنه تخلص من الهاتف فور انضمامه إلى الجيش السوداني، معتقدًا بوجود جهاز تعقّب داخله.

الاجتماعات الليلية: كشف أن جميع اللقاءات مع حميدتي خلال الحرب كانت تُعقد ليلاً بناءً على تعليماته.

إدارة مباشرة للحرب: قال إن حميدتى كان يتابع مجريات الحرب بنفسه، ويتصل به أحياناً أكثر من 15 مرة يومياً، ويشرف بشكل مباشر على إمدادات السلاح والذخيرة والمركبات والملابس العسكرية.

الوضع الصحي والصيام: نفى كيكل إصابة حميدتي خلال الحرب، مرجعاً نحافته إلى الصيام المتواصل، وأشار إلى معاناته من مشكلات صحية في البطن تتطلب علاجاً بالخارج، وهو ما اضطره لمغادرة البلاد لفترة قصيرة أثناء الحرب.

قيود إماراتية: أكد أن حميدتى مُنع من التصريحات الإعلامية لأربعة أشهر بأمر من الإمارات، كما فُرضت عليه قيود حركة مشددة أثارت استغراب المقربين منه.

لقاء الوداع: آخر لقاء مباشر بين كيكل وحميدتي كان قبل انضمامه إلى القوات المسلحة بـ12 يوماً، أي في أوائل أكتوبر 2024، حيث أعلن انحيازه للجيش في 20 أكتوبر.

الجرائم والصمت: في إشارة عاطفية، تحدث كيكل عن لحظات النقاش مع حميدتي بشأن الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، قائلاً: “كانت دموع حميدتي تسيل عندما نذكر الاغتصابات، لكنه كان يصمت، ولم أكن أعلّق على صمته.”

تصريحات كيكل تسلط الضوء على كواليس حساسة في مسار الحرب السودانية، وتثير أسئلة كثيرة حول طبيعة العلاقة بين قيادة الدعم السريع وحلفائها الإقليميين، ودور حميدتي في إدارة العمليات منذ اندلاع الصراع في البلاد.

وتأتي هذه التصريحات لتُعزز التكهنات حول مكان تواجد حميدتى، خاصة بعد اختفائه عن الظهور العلني منذ شهور، وسط أنباء عن إصابته أو مقتله خلال المعارك المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

الجدير بالذكر أن تصريحات كيكل تأتي في وقت حساس، حيث تزداد الانشقاقات داخل الدعم السريع، وتتصاعد المطالب الوطنية بالكشف عن مصير قائدها.

وأكد كيكل أن الجيش يستعد لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية في إقليمى كردفان ودارفور، تهدف إلى تدمير قواعد إطلاق الطائرات المسيّرة التي تستهدف منشآت البلاد الحيوية، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستحمل إنجازات ميدانية حقيقية.

أما بشأن انضمامه السابق لقوات الدعم السريع، فقد برر كيكل ذلك بظروف أمنية استثنائية فرضها واقع حماية المدنيين آنذاك، مؤكداً أن موقفه لم يكن بدافع الولاء، بل بدافع الضرورة، خصوصاً في ظل ارتكاب المليشيا لانتهاكات جسيمة بحق المدنيين خلال تلك الفترة.

وختم كيكل حديثه بالتأكيد على أن ملامح المرحلة المقبلة ستتسم بتحولات جوهرية لصالح الجيش، داعياً المواطنين إلى تعزيز دعمهم للقوات المسلحة في معركتها من أجل بسط الأمن واستعادة مؤسسات الدولة.

وفى تعليق على حديثه، اعتبر أحد الصحفيين أن اللقاء اتسم بالصراحة، حيث حرص كيكل على تقديم شرح مفصل لمسيرته ومواقفه، بما في ذلك نفيه لوجود أي توتر مع وزير المالية جبريل إبراهيم، وتوضيحه لملابسات مغادرة حميدتى للعاصمة بعد سقوط كوبري سوبا، وهو ما تداوله كثيرون على مواقع التواصل.

واعتبر المعلق أن المعلومة الأهم تكمن في تأكيد كيكل على أن حميدتى يدير العمليات من الخارج مستخدماً رقماً إماراتياً عبر واتساب، متسائلاً عن جدوى هذا التوجيه عن بُعد، فمثل هذه المليشيات التي تنتهك الحرمات وتنهب الممتلكات وتروع الآمنين، هل تحتاج فعلاً إلى إدارة مركزية، أم أن الفوضى هي طريقتها الوحيدة للعمل، حيث لا مكان فيها للتخطيط أو الانضباط، بل فقط للقتل والسلب والفرار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى