ليالي الشتاء الطويلة .. معاناة إضافية تثقل كاهل الفلسطينيين

بقلم / ممدوح الشنهوري

ما أقسي الشتاء في لياليه الطويلة .. علي الشعب الفلس.طيني في ظل تلك الحرب الوحشية التي تشنها عليهم إس.رائيل ، منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي .

لإنه أحياناً قد يعاني الإنسان من َهم أو إبتلاء واحد في أي ظروف قهرية قد يتعرض لها في حياته، وقد ينجو منها أو لا ينجو متي ضعفت أو إشتدت. قواه .

ولكن الفلس.طينيين في ظل هذه الحرب، تزاحمت عليهم الإبتلاءات والهموم من كل صوب وحين، ما بين تلك الإبادة الجماعية التي ترتكبها إس.رائيل من قتل وتشريد ومذابح للاطفال والنساء. وما بين تشريد ونزوح اغلبهم الي عراء الطَل في الشوارع والصحراء بعد تهدمت كامل منازلهم في غزة وباقي المدن الفلسطينية الأخري علي ملأ ومرئي عيون العالم.

ليأتي الشتاء هذه الأيام ويزيد من حجم معاناتهم ، في ظل عدم وجود أي مأوي، قد يقي اطفالهم أو يقيهم من برد الشتاء القارص، وليزيد علي همومهم وأوجاعهم هموم وأوجاع لن تنتهي مهما حاولوا التخلص منها، الإ بوقف الحرب عليهم من قِبل إس.رائيل وترميم ما تبقي من غزة،  بعد أن ٌمحيت معالمها نهائيا بنسبة تتراوح الي ( 70٪ ) واكثر .

إضافة الي  ذاك النقص الشديد في المواد الغذائية والدوائية والشبه معدوم  في تواجده في غزة، مع عدم السماح  بعبوره  اليها ايضا الي داخل غزة، من معبر رفح المصري، الإ بين الحين والإخر وبتدقيق وتفتيش إس.رائيلي بالغ الصعوبة عند الدخول .

لهذا مهما حاول العالم، تصور حجم تلك المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وحاولوا مواساتهم،  فلن يستطيعون. فمهما قدموا من كلمات مواساة لاتعادل دقائق قليلة من العيش في عراء الصحراء مع برد الشتاء القارص، بتلك القلوب المنكسره علي فقد أحباءهم وذلك التشريد والجوع والهموم التي يعيشونها في آن واحد.

ورغم كثرة الابتلاءات وتعددت فان الشعب الفلسطيني صابر وثابت لأن لديهم هدف اسمى يستحق الصبر والصمود علي هذا البلاء العظيم وهو تحرير أرضهم وِعرضهم من هذا الإحتلال الإسرائيلي الغاشم الذي طال ظلمه وقهره لهم لأكثر من خمسة وسبعون عاما. والله سبحانه وتعالى قادر على تعويضهم ونصرهم وتحقيق اهدافهم لانهم واثقون في نصر الله ، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)

 ممدوح الشنهوري

كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان