ماذا تنتظر سلطات ليبيا ..؟ تأخر إجلاء مدينة درنة يهدد بكارثة إنسانية

بقلم / ممدوح الشنهوري*
لقد أوشكت أو باتت بالفعل مدينة درنة الليبية أن تصبح مدينة موبوءة بسبب وجود ألالاف الجثث تحت أنقاض المدينة بخلاف ما هو موجود في قاع البحر ولم يتم حصره بعد ، بسبب إعصار دانيال، والذي ضربها منذ أيام قليلة ، مخلفا وراءه ما يقرب من نصف سكان المدينة والبالغ عددها حوالي المئة والعشرين ألف نسمة، ما بين قتيل وجريح ومفقود.
والخسائز الكبيرة في الارواح والممتلكات كانت بسبب إندفاع قوة مياه الإعصار ، والتي قٌدر حجمها بحوالي الخمسين مليون متر مربع، إنحدرت من أعالي الودينان الي الأسفل، مما تسببت في وصول المياه الي إرتفاع ثلاثين متر فوق الأرض ، وأدت الي جرف ثلث المدينة بالكامل الي قاع البحر، بعد ليلة مليئة بالرعب والهلع والخوف علي سكانها.
ورغم توافد العديد من فرق الإنقاذ الدولية المتخصصة في الكوارث البيئية من جميع دول العالم، الإ ان طبيعة المدينة كتلال ووديان وتربة رملية، ما زالت حائلة في العثور بشكل كامل علي بقايا الضحايا، بسبب أن المدينة صارت بقايا من الركام والأنقاض من جراء هدم الإعصار لأغلب مبانيها ومنازلها .
وبسبب صعوبة الإنقاذ بدأت الجثث تتحلل، مما يهدد في إنتشار الأوبئة والأمراض علي باقي سكان المدينة، في حال وجودهم وعدم إجلاءهم من المدينة بأقصي سرعة ممكنة لإنقاذ أرواحهم. وفي نفس الوقت وجودهم قد يعيق حركة فرق الإنقاذ الدولية في أداء مهامها علي أكمل وجة.
وقد علمت جريدة وموقع ” وضوح ” الإخباري بأن هناك بالفعل حوالي 40٪ من سكان المدينة قد نزحوا الي مدن أخري من بدء الإعصار، ولكن ماذا عن باقي سكان المدينة الذين لم يتم إجلاءهم بعد؟؟
و هناك سؤال أخر موجة للسلطات الليبية من عدم إجلاءهم حتي الأن بعد علمهم بحجم الكارثة ؟؟. وليحعلنا نخاطبهم ونقول لهم ألم تكفي تلك الإنقسامات العشائرية علي مدار سنوات طويلة في تفكك الشعب الليبي وإنقسامه حد الأهمال، حتي تأمين ما يخص حياته الشخصية ، ك ترميم سدي مدينة درنة، والمهملان منذ عام ” 2002 ” بدون ترميم، مما أدى الي دمار المدينة بعد إنهيارهم بسبب إعصار دانيال.
” ولنقول لهم ايضا الم يأن الوقت بعد لليبيين في ان توحدهم علي الأقل ” محنة إنسانية” كالتي ألمت بمدينة درنة ودفع ثمنها الألأف من أبناء ليبيا بسبب الإنقسامات العشائرية والقبائلية.”
*عضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان