الصراط المستقيم

ماذا نحتاج من الزاد في شعبان

ماذا نحتاج من الزاد في شعبان

بقلم – وليد على

بينما أعد الخطبه و اراجع واضع عناصرها ، اذ استوقفتنى رسالة شخص لا أعرفه ، كلماته كانت اصدق من ان توصف باى وصف ، لم يرسلها لى بالخصوص ولم أعرفه بل أرسلها لكل من هو يمارس الدعوه ويكلم الناس من على منبر رسول الله كان فيها ؛…

أيها السادة الدعاة إعلموا ان من يجلسون أمامك للاستماع للخطبة لا يحتاجون الى كثير موعظة او كلام في فضائل الاعمال وانما يحتاجون الى من يداوى جراحه التي باتت لا تجد طبيبا ولا دواء ، يحتاجون لمن يبين لهم أهمية الحب والود الذى فقدوه مع قسوة التكالب على الدنيا والجرى وراء لقمة العيش التي باتت من الصعب الحصول عليها ، يحتاجون لمن يقول للظالم كفاك ظلم وضغيان ومن يقول للمحتكرم اتقى الله ولا تحتكر ولا تغالى في الأسعار على الناس ، يحتاجون الى الطبيب الانسان الذى يرفق بهم قبل ان يداوى جراحهم .

كلمات وقعت في قلبى وقلت لنفسى هل نحن في غفلة حتى ننسي هذا الجانب ام أننا تكلمنا عنه من جوانب وتركنا أخرى ام ماذا …

أيها الاخوة الافاضل يا كل إنسان أعلم ان الله جل وعلا أمر بالرفق في كل شيء  قال تعالى ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾

وقال تعالى ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾

روى الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أي الناس أحب إلى الله؟ وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد يعني مسجد المدينة شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجته حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام .

والله لو وقفنا امام هذه الوصية الغاليه من الحبيب النبى صلى الله عليه وسلم لكفى لان فيها من معانى الإخاء والتكافل والتعاون بين الناس

بل انظر الى كلام الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يجيب عن سؤال السائل الذى لم يسأل عن اى عمل وهكذا بل سأل عن احب الناس الى الله و عن أحب عمل يقربه الى الله جل وعلا وكان جوب الحبيب النبي أيضا متعلق بالحب في السماء والأرض ..

فلم يقل له النبى ان يصوم كثيرا او ان يقوم طويلا بل نصحه بان يكون نافعا للناس في كل عمل يعمله وان يسعى دائماَ في إدخال السرور على كل مسلم يحتاج إليه بعد ان كثرت الهموم و ان المظلوم والمكلوم ولا أحد يسمعه إلا الله فكان الجواب ان الرفق بالناس والرحمه بهم و السؤال عنهم وتفقدهم والسعى في قضاء حوائهم من أعظم القروبات التي يتقرب بها العبد الى الله سبحانه وتعالى .

أخى في الله ونحن في هذا الشهر الفضيل شهر شعبان  ومقبلين على شهراَ كريم وهو شهر رمضان نبغي ان تكون لنا وقفة صادقه نراجع فيها انفسنا كلاً من مكانه ينظر ما يفعله في عمله او مع أهله او مع جيرانه او مع إخوته هل عمله يرضى الله ام لا ؟؟؟؟

ان كان في رضى الله فليحمد الله وان كان غير ذلك فيجب عليه ان يعيد حساباته .

ثم الى متى نشتكى القله في الرزق ومنا من هو قاطع لرحمه .

الى متى نشتكى الظلم ومنا من هو ظالم لنفسه او لزوجه او لابنائه او لاخوته .

الى متى نشتكى قلة البركه ومنا من يغش ويحتكر ويدلس على الناس .

نحتاج في شهر شعبان ان تكون لنا وقفة صادقه مع النفس في كل امورنا .

نحتاج في شعبان ان ننظر الى ما في قلوبنا من حسد وحقد وغل فنزيله ونطهر قلوبنا منه .

نحتاج في شعبان لا الى كثير كلام عن الفضائل بل الى كثير كلام عن الحب والود والتأخى والتكافل .

ان اردنا ان نكون من العتقاء من النار في رمضان ومن المقبولين .

نحتاج الى توبة صادقه لله من كل هذا وغيره .

اللهم طهر قلوبنا ونقى انفسنا واحسن خلاصنا اللهم أمين …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.