مصير السودان بين نجاح شعبه .. وموقف جيشه.
بقلم/الدكتور محمد النجار
أربع شهور والمظاهرات في شوارع السودان الشقيق، والشعب السوداني يدفع من دماءه قتلى وجرحى ، وأثبت للعالم كله ان الشعوب العربية ليست متخلفة أو لا تصلح للديمقراطية كما يزعم بعض حكامه للأسف!! فرغم أربعة مظاهرات لكنها كانت سلمية ، لم تطلق رصاصة واحدة من المظاهرات ، ولم تحدث حالة تحرش واحدة رغم مشاركة النساء السودانيات الرائعة التي ربما فاق عددهن عدد الرجال، وأبدى المتظاهرون مظهرا حضاري تكافليا داخل المظاهرات في حملة التبرعات (الذي معه يدفع والذي ليس معه يأخذ) والتي كانت أبلغ رد على المسئولين العرب الذين يصفون شعوبهم بالتخلف وسفك الدماء وعدم استحقاقهم للديمقراطية أو على أقل وصفهم انهم لم ينضجوا بعد لاستحقاق الديمقراطية …
ثم اظهر المتظاهرون حبهم للجيش السوداني واحتموا فيه عندما هاجمتهم المليشيات الهمجية التي يستخدمها نظام البشير سواء كانت مليشيات تابعة للداخلية او الحزب الحاكم ، أيا كانت ، فإنها نقطة عار في جبين نظام البشير واجهزته العميقة لكنها لم تفت في عضض عزيمة الشعب السوداني…
واستمرت التظاهرات حتى فجر اليوم 11 ابريل2019م الخميس 06شعبان 1440هـ ، حينما استولت القوات المسلحة السودانية على الاذاعة وأزاحت البشير عبر بيان انتظره الشعب السوداني بالاستبشار بعهد جديد ثقة في قواتهم المسلحة ، إلا أن البيان جاء بأن وزير الدفاع عوض بن نوف استولى على مقاليد الحكم ، وألغى الدستور مع تشكيل مجلس عسكري لمدة سنتين ، وخلا البيان من :
• الدستور الذي سيحكم البلاد بعد الغاء العسكر للدستور الحالي .
• لم يذكر البيان التعامل مع القوى المدنية والتشريعية والتنفيذية..
وبهذا أثار البيان العسكري الاول الشكوك وعدم الطمأنينة لدى المتظاهرين وقوى الشعب السوداني تجاه استيلاء القوات المسلحة على السلطة ، والاعتقاد بان ما قامت به ليس سوى انقلاب سيستأثر به الجيش بالسلطات التشريعية والتنفيذية، وبه سيصدر التشريعات بعيدا عن المجلس التشريعي ويجري انتخابات تتحكم فيها اجهزة تزويره المعتادة ويتحكم به الجيش من جديد في مفاصل الدولة وإعادة النظام البائد من جديد؟
ولهذا اصدر تجمع المهنيين السودانيين بيانا قال فيه : إن ما جرى هو انقلاب جديد ونرفض بيان وزير الدفاع ويدعو الثوار الى استمرار التظاهر حتى يتم اجراء التغيير الشامل المنشود..
فهل سيدرك الجيش السوداني حقيقة مهمته في انقاذ السودان من حكومة ونظام البشير الذي كانت تُسمى ((جبهة الانقاذ)) رغم انها لم تنقذ السودان؟؟ بل أغرقته بالفساد والمفسدين وضياع نصف السودان الجنوبي والتحارب بين الشعب السوداني؟؟
أم يتحول السودان الى مصير مجهول لا يُحمد عقباه وسط وطن عربي على صفيح من نار ، يتآمر بعضه على بعض ، وتمرح اسرائيل وتقضم القدس والجولان ولازال طريقها مفتوحا الى العواصم العربية التي أقل ماتوصف به أنها نائمة ؟ أو اترك لكم وصفها بما ترون حقيقة أمرها ؟؟
اللهم احفظ السودان وشعبه وكافة الشعوب العربية والاسلامية ، وجنبهم الفتن التي تحيط بهم ، واكفهم شر الاشرار وكيد الفجار من داخلهم وخارجهم ،، وهيئ لهم حكاما صالحين يعيدون للأمة شرفها وكيانها ومقدساتها .