إعداد الشيخ/ محمد محمود عيسي
الإعجاز في الفرق الواضح بين الذين يفرّ المرء منهم يوم القيامة ، وبين الذين يودّ المجرم أن يفتدي بهم نفسه من عذاب يوم القيامة.
أولًا/ يقول الله تبارك وتعالى: {يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (11) وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ (12) وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (13) وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ (14) } [ المعارج]
هذا المجرم مستعد أن يضحِّي بأولاده وهم الذين كانوا قرة عينه في الدنيا وبزوجته التي رافقته في حياته علي الخير والشر وفي السراء والضراء
وبأخيه الذي هو ابن أمِّه وهو الغالي علي قلبه
وبكل عشيرته وقبيلته وبكل من في الأرض جميعًا
ولكن لايستطيع أن يفدي نفسه بأمه وأبيه أمام الله تبارك وتعالي وفيها البر بالوالدين حتي في الآخرة وفي أشد المواقف وهو دخوله جهنّم وتذوُّق عذابها الشديد والمهين والأليم والعظيم
ثانيًا/ يقول ربنا تبارك وتعالى:﴿فَإِذَا جَاۤءَتِ ٱلصَّاۤخَّةُ ٣٣ یَوۡمَ یَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِیهِ ٣٤ وَأُمِّهِۦ وَأَبِیهِ ٣٥ وَصَـٰحِبَتِهِۦ وَبَنِیهِ ٣٦ لِكُلِّ ٱمۡرِئࣲ مِّنۡهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ شَأۡنࣱ یُغۡنِیهِ ٣٧﴾ ( سورة عبس ) . يعني في هذا الموقف كل إنسان مهتم بنفسه ومهتم أمام الّله تبارك وتعالي بحسناته وسيئاته لادخل له بكل أحبابه من أخٍ وأمٍ وأبٍ وزوجةٍ وأولادٍ كل هنا في نفسه ولا يفكر في الآخرين وذكر الأم والأب هنا في موقف الفرار لأن الأم والأب ممكن يدخلان الجنة بعد عفو الله ورحمته.
هذه لفته بديعة من جماليات القرءان الكريم قلّ من يلاحظها.
هذا ماوفقني الله إليه والله أعلي وأعلم.
الشيخ/محمد محمود عيسي
منشاة سلطان – منوف – المنوفية