مفوضية حقوق الإنسان: مقتل 481 مدنياً في شمال دارفور خلال أسبوعين فقط

كتبت: د. هيام الإبس

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 481 مدنيًا لقوا حتفهم في ولاية شمال دارفور السودانية منذ 10 أبريل 2025، وسط تصاعد مقلق لأعمال العنف والاشتباكات العسكرية، لا سيما في محيط مدينة الفاشر.

ورجّحت المفوضية في تقرير حديث لها، صدر يوم الجمعة 25 أبريل 2025، أن العدد الفعلي للضحايا قد يكون أعلى بكثير من الأرقام المعلنة، في ظل التحديات الكبيرة في الوصول إلى المناطق المتأثرة بالصراع.

مجزرة في معسكر زمزم

شهد معسكر زمزم للنازحين، الواقع على مشارف مدينة الفاشر، أعمال عنف مروعة بين 11 و13 أبريل، حيث قُتل ما لا يقل عن 210 مدنيين، بينهم تسعة من العاملين في المجال الطبي، إثر سيطرة قوات الدعم السريع على المعسكر.

وأفادت تقارير محلية بفرار معظم سكان المعسكر إلى داخل مدينة الفاشر ومناطق قريبة مثل الطويلة، في حين وثّقت الأمم المتحدة حالات قتل واسعة النطاق وموجات نزوح جديدة، وسط ظروف إنسانية مأساوية.

تدهور مقلق في أوضاع حقوق الإنسان

أعرب فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان، عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بـ”التدهور الخطير” في وضع حقوق الإنسان بمدينة الفاشر ومحيطها.
وقال تورك:

“أنظمة مساعدة الضحايا على وشك الانهيار. العاملون الطبيون يتعرضون للخطر، ومصادر المياه تُهاجم عمدًا… معاناة الشعب السوداني يصعب تصورها، ويصعب فهمها، بل يستحيل قبولها.”

ضحايا جدد ونزوح متكرر

أشارت المفوضية إلى أن الفترة بين 20 و24 أبريل شهدت مقتل 129 مدنيًا على الأقل في مناطق الفاشر، وأم كدادة، ومعسكر أبو شوك للنازحين، في ظل تصعيد قوات الدعم السريع هجومها على المدينة والمعسكرات المحيطة بها.

كما حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة من تزايد العنف الجنسي، وعمليات التجنيد القسري، واستهداف المدنيين، وخصوصًا من قبل قوات حميدتي، ما أسفر عن موجات نزوح جديدة لمناطق تفتقر لأي مقومات إيواء أو دعم إنساني، مثل دار السلام والطويلة.

دعوة لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين

دعت المفوضية الأطراف المتحاربة إلى السماح للمدنيين بمغادرة الفاشر والمناطق المحيطة بها بأمان، والعمل على حمايتهم وتوفير المساعدات اللازمة لهم، مشددة على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني ووقف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان فورًا.

واختتم المفوض السامي تصريحه بدعوة مباشرة للطرفين المتنازعين:

“أوقفوا هذه الحرب العبثية. احترموا كرامة الإنسان. فشعب السودان لا يستحق إلا السلام.”