الصراط المستقيم

منبر الجمعة: الأرض المباركة.. سيناء

بقلم: علاء رمضان عبد الله 

لا شك أن الأرض المباركة “سيناء” – سواء بفتح السين أو كسرها وكلاهما صحيح – هي جزء غالٍ ونفيس من أرض مصر الطاهرة. إنها الأرض المقدسة التي تقع عند ملتقى البحرين الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وتنفرد بخصوصيتها الجغرافية لكونها تمتد بين قارتي آسيا وأفريقيا.

وقد أقسم الله تعالى بها في كتابه العزيز، فقال:

“والتين والزيتون، وطور سينين، وهذا البلد الأمين”
“والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور”


أرض الأنبياء

لقد شُرفت أرض سيناء المباركة بمرور عدد من أنبياء الله، فكانت موضعًا للبركة والنبوة:

  • مر بها نبي الله يوسف عليه السلام، وفيها قال تعالى:

    “ولما فصلت العير قال أبوهم إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون”

  • ومر بها السيد المسيح عيسى عليه السلام وأمه مريم عليها السلام، في رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، فباركت خطواتهم أرض سيناء الطاهرة.

  • أما نبي الله موسى عليه السلام، فقد كان له النصيب الأكبر في الارتباط بسيناء، حيث وقعت فيها عدة أحداث عظيمة منها:

    1. نداء الله له في الوادي المقدس:

      “فلما أتاها نودي يا موسى، إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى”

    2. طلبه رؤية الله تعالى:

      “قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل…”

    3. تفجير العيون بعصاه المباركة:

      “فانفجرت منه اثنتا عشرة عينًا قد علم كل أناس مشربهم”

    4. تسلمه الألواح على جبل الطور.

    5. نهاية فرعون وجنوده عند بحر القُلزم:

      “فاليوم نُنجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية”

  • ومر بها نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج وهو على دابة البراق، فزادها شرفًا على شرف.


ما واجبنا تجاه الأرض المباركة؟

1. الدفاع عنها حتى آخر نَفَس

إن الدفاع عن سيناء واجب مقدس، فقد عاد هذا الجزء العزيز من أرض مصر بدماء الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم فداءً للوطن.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من قُتل دون دمه فهو شهيد، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد.”

وقال تعالى:
“ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يُرزقون.”

2. تنميتها وإعمارها

واجب علينا أن نُسهم في تنمية سيناء، عبر إقامة المشروعات الزراعية والخدمية والتنموية التي تعود بالنفع على أهلها الكرام، وتُعزز الأمن والاستقرار.

3. الاستثمار السياحي

فهي منطقة سياحية من الطراز الأول، بما فيها من معالم تاريخية وطبيعة خلابة وروحانية ربانية لا تُضاهى.

4. رفض التفريط أو التهجير

لا تنازل عن أي شبر من سيناء. نرفض رفضًا قاطعًا أي محاولات لتهجير إخوتنا الفلسطينيين إليها، كما نرفض تهجير أهلها منها، فالأرض عرض، ومن يفرّط في تراب وطنه، يفرّط في كرامته.


دعاء ختام الخطبة

اللهم احفظ مصر وأهلها، واجعلها سخاء رخاء، أمنًا أمانًا، ووفق أبناءها إلى الخير والصلاح، ووحد كلمتهم يا أرحم الراحمين.
اللهم ارحم آباءنا وأمهاتنا، واغفر لهم، واجعلنا من البارين بهم في الحياة وبعد الممات.

علاء رمضان عبد الله يسن 

أوقاف القناطر الخيرية

الجمعة 26 من شوال 1446 هـ – الموافق 25 أبريل 2025م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى