السودان

منظمة العفو الدولية تحذر من خطر عمليات الانتقام تهدد المدنيين فى السودان

كتبت : د.هيام الإبس

 

 

منظمة العفو الدولية تحذر من خطر عمليات الانتقام تهدد المدنيين فى السودان

حذرت منظمة العفو الدولية من خطر عمليات انتقامية تهدد المدنيين فى السودان، مع احتدام المعارك بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع فى الخرطوم ودارفور.

وأفادت المنظمة بتلقيها معلومات مقلقة، من بينها تقارير عن قوائم بأسماء مستهدفين محتملين، ما يثير مخاوف جدية من عمليات انتقامية قد تطال ناشطين ومدافعين عن حقوق الإنسان وعاملين فى المجال الطبى والإنسانى.

وأكدت المنظمة أن أطراف الصراع ملزمون بعدم تنفيذ أعمال انتقامية ضد المدنيين أو أسرى الحرب، مشددة على ضرورة وقف استهداف المناطق السكنية بالغارات الجوية والقصف المدفعي.

وصرح تيجيرى تشاجوتا، المدير الإقليمى لمنظمة العفو الدولية فى شرق وجنوب أفريقيا، بأن المدنيين لطالما تعرضوا لهجمات انتقامية كلما تغيرت خطوط المواجهة، مطالباً قيادات الجانبين بإصدار أوامر واضحة بعدم ارتكاب مثل هذه الانتهاكات، وضمان ممرات آمنة للمدنيين الراغبين فى المغادرة.

وتأتى هذه التحذيرات فى أعقاب هجمات للقوات المسلحة السودانية دفعت قوات الدعم السريع إلى التراجع من بعض أجزاء الخرطوم والخرطوم بحرى وأم درمان، ما أثار مخاوف واسعة من عمليات انتقامية، خاصة فى المناطق التى كانت سابقاً تحت سيطرة الدعم السريع.

وأشارت منظمة العفو الدولية إلى تقارير مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بمقتل أشخاص على يد مقاتلين ومليشيات تابعة للقوات المسلحة السودانية منذ استعادتها السيطرة على أجزاء من الخرطوم بحرى فى أواخر يناير وأوائل فبراير الجارى.

 

كانت القوات المسلحة قد وصفت التصفيات التى حدثت لأشخاص اشتبه فى تعاونهم مع قوات الدعم السريع بأنها “تجاوزات فردية”، وأكد مكتب الناطق الرسمى، التزامهم بالقانون الدولى وحرصهم على محاسبة كل من يثبت تورطه.

 

وأكدت منظمة العفو الدولية التأكيد على خطورة الخلط بين المدنيين والجماعات المسلحة، مشددةً على أن القانون الدولى يحظر استهداف المدنيين والعاملين فى المجال الإنساني، ودعا تشاجوتا القوات المسلحة السودانية وحلفاءها إلى الامتناع عن تنفيذ أى أعمال انتقامية، محذراً من المسؤولية الجنائية المحتملة لقيادات الجانبين حال فشلهم فى كبح قواتهم.

فى السياق ذاته، وجهت المنظمة نداءً إلى قوات الدعم السريع لوقف استهداف المدنيين، مشيرةً إلى سجلها السابق فى ارتكاب انتهاكات جسيمة، كما حدث فى ولاية الجزيرة فى أكتوبر 2024 وغرب دارفور عام 2023. ولفتت إلى أن قصفاً لقوات الدعم السريع لسوق فى أم درمان، فى الأول من فبراير ، أسفر عن مقتل 54 شخصاً، وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود ووزارة الصحة.

 

وكانت هذه القوات، قد قادت ما وصفت بـ”الحملات الانتقامية” فى ولاية الجزيرة عقب انحياز أبوعاقلة كيكل للقوات المسلحة السودانية، وفى الأيام الماضية، كثفت قصفها لمواقع فى مدينة أم درمان تحت سيطرة الجيش، حيث قصفت سوق صابرين ومستشفى النو، ما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين ومتطوعين.

وتشهد دارفور تصعيداً عسكرياً مع احتدام القتال والغارات الجوية حول مدينتى الفاشر ونيالا، حيث يتعرض المدنيون لانتهاكات متزايدة.

واختتم تشاغوتا بالتحذير من أن القيادة العسكرية للجانبين قد تواجه تبعات قانونية إذا استمرت هذه الجرائم، مشدداً على ضرورة احترام القانون الدولى وحماية المدنيين فى جميع المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

 

من جهة أخرى، أعلنت قيادة منطقة وادى سيدنا العسكرية فى محلية كررى بمدينة أم درمان، عن تنفيذ المركز القومى لمكافحة الألغام والمتفجرات لعملية تفجير مخلفات الحرب فى المنطقة شرق مكب النفايات بجبل أبو وليدات، خلال الفترة من يوم الاثنين ١٠ فبراير الجارى على إلى التاسع عشر من الشهر نفسه.

وطلبت قيادة المنطقة العسكرية فى وادى سيدنا، فى بيان، الجمعة 7 فبراير، من المواطنين عدم الانزعاج والابتعاد عن المنطقة حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم.

 

وتضم مدينة أم درمان بمحلياتها المختلفة مخلفات حربية خطيرة، نتجت عن المواجهات العنيفة بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع خلال الاثنين وعشرين شهراً الماضية منذ اندلاع الحرب.

وتقع منطقة وادى سيدنا ضمن نطاق يضم مجموعة من المعسكرات التابعة للقوات المسلحة السودانية فى محلية كررى شمال مدينة أم درمان، وتضم مطار وادى سيدنا الحربى.

وشهدت المنطقة فى اليوم الأول لاندلاع الحرب فى الخامس عشر من أبريل 2023 معارك عنيفة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، تمكنت خلالها القوات المسلحة من السيطرة على المنطقة بالكامل.

وتحولت منطقة كررى بعد اندلاع الحرب إلى القيادة العسكرية فى مدينة أم درمان، ومنها انطلقت المتحركات العسكرية للجيش السودانى التى حققت أولى انتصارات القوات المسلحة فى مارس 2023 فيما عرف بمعركة تحرير الإذاعة والتفلزيون وأحياء أم درمان القديمة، كما لعبت قوات وادى سيدنا دوراً كبيراً فى انتصارات الجيش الأخيرة فى مدينة بحرى بعد العبور الناجح لكوبرى الحلفايا فى سبتمبر الماضى.

ورغماً عن الهجمات المتكررة التى تشنها قوات الدعم السريع عن طريق القصف المدفعى التى تستهدف بها الأحياء السكنية فى منطقة كررى إلا أن المنطقة تعد من أكثر الأماكن أمناً وتمضى فيها الحياة بشكل طبيعى.

وتتخذ حكومة ولاية الخرطوم من منطقة كررى مقراً لإدارة شؤون الولاية، ومتابعة أحوال مواطنيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.