من القلب للقلب .. القهر الذى تنشأ فيه الفتاة العربية
بقلم : أمل الوكيل
نقلق جميعا عندما نرى الولد يلعب بلعب البنات عروسة مثلا او لعبة المطبخ لاننا بنخاف علي رجولته فى المستقبل اما البنات عادى هى بتدرب على الامومة.
كيف تربين طفلك؟ كيف تسعدين زوجك ؟كيف تعلمين طفلك كلها اسئلة خاصة بالفتاة وتجاهلنا الرجل فيها نسينا نربى الولدعلى انه كيف يكون زوج صالح او كيف يسعد من حوله ؟؟؟؟.
قد تبدو هذه الأسئلة تافهة وعديمة القيمة، غير أن المرأة عموماً تتلقى تربية لتهيئتها كمشروع زوجة وأم، ولا يوجهها أحد في طفولتها لاكتشاف كينونتها كإنسان له طموحه واهتماماته، يعلمون الفتاة منذ نعومة أظفارها أن اهتمامها بذاتها أنانية، وأن منح الأولوية لنفسها يهدم صورة الأم المضحية بنفسها من أجل أطفالها، وبسبب هذه التنشئة تكون حبها للغير مقدمة على الذات لدى المرأة.
وعلى العكس من ذلك، يتلقى الشاب تربية تغرس فيه الذاتية الشديدة، فيهتم بنفسه وبتطويرها والارتقاء بها، وكلّ ما عدا ذلك ياتي لاحقاً، لذلك لن نجد غالباً كاتباً عنوانه كيف تجعل زوجتك سعيدة! ولن نجد على رفوف المكاتب كتيبات من تأليف رجال يحدثوننا عن دور الرجل في السعادة الزوجية، وكيف ستشعر الزوجات بالملل وينطفئن إذا غاب دور الرجل ؟..
نحن السيدات كائنات ينبغي عليهن مراجعة مكانتهن في الكون، والتوقف عن تبادل السرديات الغبية، وطرح الأسئلة التافهة؛ لأن النصائح التي تحمل الإجابات على أسئلتنا صاغها رجال، أو نساء يعانين عقدة النقص تجاه الرجال، من تلك القضايا التافهة التي شغلونا بها، ظهور سيدات مناديات بفتح باب التعدد أمام الأزواج، وكأن ذلك بيد النساء مثلاً، وكأن الأزواج يستأذنون من الزوجات في هذا الخصوص. والأنكى ظهور الدّين والشريعة سلاحاً في ساحة الجدل حول تلك القضايا التافهة. وفي المقابل، لا نجد سيدات يتجرؤون على فتح قضايا التعنيف ومصادرة راتب المرأة العاملة، والحرمان من الميراث.
وعلى ذكر سيرة حرمان المرأة من الميراث، دعونا نستذكر موقف الرجال وصراخهم عند مساواة ميراث الجنسَين في تونس، وحمل شعارات الشريعة والحفاظ على حدود الله، التي يتجاوزوها براحة ضمير. ولماذا لايأخذون بالشريعة التي تحرم منع المرأة من الميراث، وتحظر الزواج الإجباري، والإضرار بالزوجة لإرغامها على التنازل عن حقوقها مقابل الزواج..
في ظل هذا الميزان الاجتماعي المبني على التربية وتوزيع الأدوار بين الجنسين، نلاحظ أنه غير عادل إطلاقاً، فكل ما هو لصالح الرجل يُجنَّد له رجال ونساء، مشايخ وعلماء دين، وحتى نشطاء،ويمكن التبرير له برفع شعار الشريعة والشريعة من هؤلاء ، أما كل ما هو في صالح المرأة، فهو منفيٌّ إلى الهامش