من دروس التاريخ القاسية ..عندما سقطت بغداد نهب هولاكو كل ما جمعه بنو العباس طوال 5 قرون في ليلة واحدة

الخليفة المستعصم بالله يبكي على الجواري وليس على بغداد
تشير وقائع التاريخ أنه في يوم الأربعاء 9 صفر 656 هـ المُوافق 14 فبراير 1258م، افي عام 1258م، شهدت بغداد واحدة من أشد الكوارث في تاريخها، عندما اجتاحها المغول بقيادة هولاكو خان، فقتلوا الأمراء، والجنود، والعلماء، والتجار، والقضاة، وأحرقوا مكتباتها العريقة، ودمروا حضارتها التي ازدهرت لخمسة قرون.
الخيانة والكنوز المفقودة
بعد دخول المغول بغداد، أمر هولاكو أن يُبقى على الخليفة العباسي المستعصم بالله حيًا، حتى يدله على كنوز الدولة العباسية.
وبالفعل، قاد المستعصم الجنود المغول إلى مخابئ الذهب والفضة والنفائس المخزنة داخل وخارج القصور، بل إنه أرشدهم إلى نهر مملوء بالذهب، لم يكن أحد يعلم بوجوده.
وهنا وجه هولاكو كلمات قاسية للخليفة، قائلاً:
“لو كنت أعطيت هذا المال لجنودك وشعبك، لكانوا حموك مني!”
الخليفة يبكي على الجواري وليس على بغداد
لم يبكِ المستعصم بالله على كنوزه المسلوبة أو بغداد المدمرة، لكنه توسل لهولاكو ألا يمس جواريه، اللاتي بلغ عددهن 700 زوجة وسرية وألف خادمة.
ضحك هولاكو من توسلاته، وأصدر أمره بوضع الخليفة في شوال من الخيش، ثم ركله الجنود حتى الموت، وهي نهاية مأساوية آخر خلفاء بني العباس في بغداد.
ليلة انتهت فيها حضارة 500 عام
يؤرخ المؤرخون لهذه الليلة على أنها لحظة سقوط الحضارة العباسية، حيث تم نهب كل ما جمعه بنو العباس في خمسة قرون في ليلة واحدة.
كما قام المغول بإلقاء آلاف الكتب والمخطوطات النفيسة في نهر دجلة، حتى قيل إن المياه أصبحت سوداء من كثرة الحبر.
ما أشبه الليلة بالبارحة .. هل يقوم ترامب بدور هولاكو في أيامنا