أراء وقراءات

من يجبر بخاطري ؟!

 

بقلم/خالد طلب عجلان

فى بيتي ووسط أبنائي وحوائط منزلي من الطين ..وسقف من الغاب ..وحرام من الجوخ فرشي وغطائي…فمن يجبر بخاطري..

أغنام أرعاها لا شاة لي فيها ولا ماعز…من يجبر بخاطري..

الهم أورثني الكبر ، والعجز ساقني للشيب وزمان ندر فية اللوم والعبر…فمن يجبر بخاطري

صغاري لا حيلة لهم في شأنهم فاليد تسعى وسعت ولكن ضيق الحال زاد ولم يزل ..ولم يزول عني برغم تقدم العمر فمن يجبر بخاطري..

أحمل طعام الأغنام على أعناقي وطعام صغاري من يحمله لا أجد.. فمن يجبر بخاطري..

رعيت الأغنام طوال عمري والأن من يرعاني ..مازال بيتي قديما وصغاري أنجبتهم على كبر بعد المشيب

أربعة من الأبناء لا حيلة في رزقهم ، يرزقهم ويرزقني هو الرازق ولا غيره…فمن يجبر بخاطري

لا أرض أملكها ومثبت في هوايتي فلاح ..لا علم تعلمته ولا كتاب ولا منبر علم ذهبت له..إطفالي الصغار يحملون الفأس حفاة عراة ،ونظرتي لهم ونظراتهم تبكيني وتضنيني ..فمن يجبر بخاطري

دواء لداء أشتريه.. ورغيف عيش لأطفالي صعب المنال ..وضحكة في منزلي لم أراها ..الفقر أورثنا الحزن والشقاء ..والكد طوال اليوم ألزمنا السكون فمن يجبر بخاطري

زوجتي لا حيلة لها.. حالها من حالنا والمرض تمكن وتوغل في كل مكان بجسدها..فمن يجبر بخاطري

والله حقا ما أروي بعيني رأيت وبأذني سمعت ولم أتمالك نفسي وبيني وبين نفسي بكيت

منازل عالية ولا منازل لأهلها.. ومنازل لا تراها من صغر حجمها ولكن تعلوا منازل أهلها

والله رٱيت بعيني طعامهم وطعام صغارهم فحرمت نفسي علي الزاد من غيرهم

والله رأيت ملابسهم وفقرهم ولكن كلمة الفقر تستغيث لحالهم..

والله رأيت هذا الرجل في شدة الحر عائدا يحمل بعض الدواء وهو يسير على قدميه مسافات ولا يملك في جيبه ثمن ركوب سيارة تنقله..

والله لا تأمين ولا دخل ولا معاش يحفظ ويضمن له البقاء بيننا ..

بالرغم من فقره ولكن الغنى غنى النفس والنفس شامخة تأبى الإنكسار.

شيخي الفاضل إن كانت الأرض لم تعطك حقك فهناك رب السماء ولا يظلم عنده العباد ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.