موريتانيا تُكثف تنسيقها مع دول الجوار لمواجهة الهجرة غير النظامية

كتبت: د. هيام الإبس
في إطار جهودها المتواصلة للتصدي للهجرة غير النظامية، أجرى وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك جولة أفريقية شملت كلاً من السنغال، وغامبيا، وغينيا بيساو، قبل أن يحط الرحال في أبيدجان بساحل العاج، حاملاً رسائل خطية من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني إلى رؤساء هذه الدول.
الهجرة غير النظامية على رأس المباحثات
طغى ملف الهجرة غير النظامية على لقاءات ولد مرزوك مع المسؤولين في الدول الأربع، حيث شدد الوزير الموريتاني على ضرورة تعزيز آليات التشاور والتنسيق الإقليمي لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية الناتجة عن الهجرة.
وأكد أن موريتانيا، رغم موقعها الجغرافي الحساس على المحيط الأطلسي، تلتزم بالعمل على تأمين حدودها دون المساس بحقوق المهاجرين، مشيراً إلى أن الهجرة باتت تحمل أبعاداً إنسانية وأمنية خطيرة بفعل نشاط شبكات الاتجار بالبشر، التي تعرض حياة الشباب والنساء والأطفال لمخاطر جسيمة.
حملة أمنية تثير الجدل ومبادرات للتسوية
وكانت موريتانيا قد قامت في مارس الماضي بترحيل مئات المهاجرين غير النظاميين المنحدرين من دول غرب أفريقيا، ضمن حملة أمنية أثارت جدلاً سياسياً وإعلامياً واسعاً في الداخل والخارج، تزامن مع توافد وفود رسمية من دول الجوار لبحث الملف.
وفي خطوة تهدف لتشجيع المهاجرين على تسوية أوضاعهم، أعلنت السلطات الموريتانية إعفاء رعايا بعض الدول، مثل مالي، من رسوم الإقامة.
اتفاق موريتانيا مع الاتحاد الأوروبي
العام الماضي، وقّعت موريتانيا اتفاقاً مع الاتحاد الأوروبي، تحصل بموجبه على 500 مليون يورو لدعم مشاريع التنمية المحلية وتعزيز جهود مكافحة الهجرة غير النظامية. رغم ذلك، نفت نواكشوط مراراً أن يكون هذا الاتفاق وسيلة لجعلها “حارساً لحدود أوروبا” أو “وطناً بديلاً” للمهاجرين.
كندا تؤكد دعمها للتمثيل الدائم لإفريقيا في مجلس الأمن
على صعيد آخر، التقى رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود علي يوسف، بنائبة وزيرة الخارجية الكندية سيندي تيرمورشويزن، الممثلة الشخصية لرئيس وزراء كندا في مجموعة السبع، بمقر الاتحاد في أديس أبابا، حيث بحث الجانبان سبل تعزيز التعاون بين الطرفين في القضايا ذات الأولوية، وعلى رأسها السلام والأمن الإقليمي.
دعم كندي لإصلاح نظام الحوكمة العالمي
خلال اللقاء، جددت المسؤولة الكندية دعم بلادها لمساعي التمثيل الدائم لإفريقيا في مجلس الأمن الدولي، مؤكدة أن كندا تعتبر هذه الخطوة ضرورية لإصلاح نظام الحوكمة العالمية، بما يجعله أكثر شمولية وعدالة.
شراكات اقتصادية وتكنولوجية متنامية
ناقش الطرفان أيضاً أهمية تمويل عمليات حفظ السلام بشكل مستدام في إفريقيا، وضرورة مواءمة أولويات كندا خلال رئاستها لمجموعة السبع مع الأجندة الإفريقية الاستراتيجية. كما شددا على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وتوسيع آفاق الشراكة التكنولوجية، خاصة في مجالات سد الفجوة الرقمية وتمكين الشباب والنساء.
تفاهم مشترك في ظل التحديات العالمية
ويأتي هذا اللقاء في سياق دعم أولويات إفريقيا على الساحة الدولية، وتطوير التعاون مع كندا لمواجهة التحديات العالمية، من خلال التواصل المستمر والتفاهم المشترك بين الطرفين.