نائبة الرئيس الأمريكي تدعو لإتخاذ موقف أكثر صرامة مع نتنياهو
كتب – محمد السيد راشد
قالت نائبة الرئيس الأمريكي كميالا هاريس أن بلادها “ينبغي أن تكون أكثر صرامة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأن تكون أكثر قوة في السعي لتحقيق سلام طويل الأمد من خلال حل الدولتين”.
وقالت مجلة بوليتيكو التي كانت تنقل عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، ومصادر مقربة من هاريس، إن الأخيرة جادلت خلال محادثات داخلية حول الحرب على غزة بأن الوقت قد حان “للبدء بوضع خطط اليوم التالي من أجل التعامل مع حطام الحرب بمجرد انتهاء القتال”.
وأكدت الصحيفة أن تصريحات هاريس “تكشف إلى أي مدى يكافح كبار المسؤولين الديمقراطيين للسير على خط حذر بشأن الحرب بين إسرائيل وحماس، ولا سيما أن الصراع هزّ التحالف السياسي الديمقراطي داخلياً وخارجياً”.
وأضافت الصحيفة أن “هاريس حثت بايدن في أعقاب هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على إدانة الإسلاموفوبيا في الوقت نفسه الذي تحدث فيه ضد
معاداة السامية. وتأكيداً لذلك، ذكرت صحيفة واشنطن بوست الشهر الماضي أن هاريس أقنعت بايدن بإضافة سطر يدين الإسلاموفوبيا في خطابه يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حول اندلاع الحرب”.
وتابعت الصحيفة: “منذ ذلك الحين، أصبح بايدن وهاريس ومسؤولون آخرون في الإدارة على استعداد متزايد لانتقاد نهج إسرائيل في محاربة حماس، وبدا ذلك واضحاً هذا الأسبوع عندما أصدر الرئيس تحذيراً صارخاً للحكومة الإسرائيلية بشأن العواقب السياسية
المحتملة لهجومها العسكري الشرس، كذلك أدان ما أسماه “القصف العشوائي”، ودعا حكومة نتنياهو المتشددة إلى تغيير أساليبها”.
توبيخ امريكي لإسرائيل علي خسارتها الحرب وقتل المدنين
ولفتت إلى أن “وزير الدفاع لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وبخا إسرائيل على خسائر عمليتها العسكرية على الفلسطينيين العاديين، حيث حذر أوستن من أن إسرائيل تخاطر بـ “هزيمة استراتيجية” إذا أصرت على هذه الخسائر الفادحة في صفوفالمدنيين”.
وفي هذا الصدد، تحدثت هاريس في الآونة الأخيرة عن التكتيكات العسكرية الإسرائيلية بعبارات صارمة بعد لقائها في دبي قادة من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة، حيث كررت أن لإسرائيل “الحق في الدفاع عن نفسها، لكن المهم كيف تقوم بهذه المهمة. لقد قُتل عدد كبير جداً من الفلسطينيين الأبرياء. وبصراحة، فإن حجم معاناة المدنيين، والصور ومقاطع الفيديو القادمة من غزة مدمر، إنه أمر مفجع حقاً”، على حد وصفها.
وتعقيباً على تصريحاتها، نقلت صحيفة بوليتيكو عنوائل الزيات، الرئيس التنفيذي لمجموعة الدعوة الإسلامية Emgage، قوله إن هاريس “تستخدم لغة أقوى بحق الإسرائيليين الذين ينبغي أن يبتعدوا عن إيذاء المدنيين، وهي امرأة ملونة متناغمة مع مختلف قضايا العدالة العرقية والاجتماعية”،
رفض التهجير القسري وجوب وجود توافق إقليمي لاعادة أعمار غزة
فيما اعتبر أحد الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل أن “سجل الإدارة في شحن الأسلحة إلى إسرائيل والسعي للحصول على المزيد من المساعدات من الكونغرس كان أكثر أهمية من أي تدرج في الخطاب من كبار المسؤولين”.وكانت كامالا هاريس قد أكدت في تصريحات سابقة أن بلادها لن تسمح تحت أي ظرف “بالترحيل القسري” للفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، مثلما دعت إسرائيل غير مرة إلى فعل المزيد لحماية المدنيين الفلسطينيين.
وشددت على وجوب إجماع إقليمي ودعم لغزة ما بعد الحرب، داعية المجتمع الدولي إلى “تخصيص موارد كبيرة لدعم التعافي القصير والطويل الأجل في غزة”.