ناقوس الحرب يدق بين الجزائر ومالي

كتبت: د. هيام الإبس

في تصعيد جديد للعلاقات بين الجزائر ومالي، أصدرت الحكومة الجزائرية، اليوم الإثنين، بيانًا رسميًا عبرت فيه عن رفضها للبيان الذي وجهت فيه حكومة مالي “اتهامات خطيرة” ضد الجزائر. جاء ذلك بعد إصدار مجلس رؤساء دول اتحاد الساحل بيانًا يتعلق بإسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة قالت الجزائر إنها اخترقت مجالها الجوي.

الجزائر ترد على الاتهامات

في يوم الأحد، استدعت كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو سفراءها من الجزائر، متهمة الجزائر بإسقاط طائرة مسيرة تابعة لجيش باماكو بالقرب من الحدود المشتركة. واتهمت الدول الثلاث الجزائر باتخاذ قرار بناءً على بيان صادر عن هيئة رؤساء دول الساحل في إطار الأزمة المتفاقمة مع الجزائر، التي أعلنت في الأول من أبريل أنها أسقطت طائرة دخلت مجالها الجوي، بينما وصفت الحكومة المالية الحادث بأنه “عمل عدائي متعمد”.

رد الجزائر على الاتهامات

في ردها على هذه الاتهامات، أصدرت الحكومة الجزائرية بيانًا شديد اللهجة، حيث أكدت أن “الادعاءات الباطلة” التي أطلقتها الحكومة المالية ليست سوى محاولة لصرف الأنظار عن “الفشل الذريع للمشروع الانقلابي” الذي دخل مالي في دوامة من “لا أمن ولا استقرار”. وأشارت الحكومة الجزائرية إلى أن هذه المحاولات لا تعدو كونها “محاولات يائسة” لتحميل الجزائر مسؤولية إخفاقات مالي الداخلية.

وأكد البيان أن “مزاعم الحكومة المالية بوجود علاقة بين الجزائر والإرهاب تفتقر إلى الجدية، ولا تستدعي الرد عليها”. وشددت الجزائر على أنها تلتزم تمامًا بمكافحة الإرهاب، وأن “التهديد الحقيقي لمالي هو عجز الانقلابيين عن التصدي الفعال للإرهاب”.

تفاصيل الحادث: إسقاط الطائرة المسيرة

وحول الحادث الذي وقع في ليلة 31 مارس إلى الأول من أبريل 2025، أوضحت الجزائر أن صور الرادار تُظهر أن الطائرة المسيرة الماليّة اخترقت المجال الجوي الجزائري لمسافة 1.6 كم، ثم عادت في مسار هجومي، مما دفع السلطات الجزائرية إلى إسقاطها.

الجزائر تعرب عن أسفها للموقف

أعربت الحكومة الجزائرية عن “أسفها الشديد” للموقف الذي اتخذته كل من النيجر وبوركينا فاسو في دعم الحجة المالية. كما أدانت الجزائر اللغة “المشينة” وغير المبررة التي استخدمتها الدول الثلاث ضدها، مؤكدة رفضها الكامل لهذا التوجه.

وفي ختام البيان، أكدت الجزائر أنها اضطرت إلى استدعاء سفيريها من مالي والنيجر للتشاور، كما أعلنت عن تأجيل مهمة سفيرها الجديد في بوركينا فاسو.