وثيقة سرية تكشف 10 استراتيجيات للتحكم في الشعوب

المفكر نعوم تشومسكي يفضح استراتجيات التحكم و التوجيه و التضليل العشر

كتب – محمد السيد راشد

استند المفكر الأمريكي  “نعوم تشومسكي” في سرد  استراتيجيات التحكم في الشعوب   علي ” وثيقة سرية للغاية” يعود تاريخها إلى العام 1979 وتم العثور عليها سنة 1986 عن طريق الصدفة ، وتحمل عنواناً مثيراً : (لأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة    silent weapons for quiet war)

أثار أستاذ اللغويات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نعوم تشومسكي العقول للتفكير في كيفية التخطيط لاستعباد الشعوب والتحكم في سلوكياتهم عن طريق كتاب الأسلحة الصامتة لخوض حرب هادئة.

و هو  عبارة عن كتيب أو دليل للتحكم في البشر و المجتمعات، و يرجح المختصون أنها تعود إلى بعض دوائر النفوذ العالمي التي عادة ما تجمع كبار الساسة و الرأسماليين و الخبراء في مختلف المجالات .

و في هذا المقال ” استراتجيات التحكم و التوجيه و التضليل العشر “، يضعنا تشومسكي أمام طرق ذكية تعتمدها دوائر النفوذ في العالم عبر وسائل الإعلام من أجل التلاعب بجموع الناس و توجيه سلوكهم والسيطرة على أفعالهم وتفكيرهم في مختلف بلدان العالم .

١- إستراتجية الإلهاء أو التسلية :

(The strategy of distraction)

” حافظوا على اهتمام الرأي العام بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية ، اجعلوه مفتونا بمسائل لا أهمية حقيقية لها “.

هذه المقتطفات من كتيب أو دليل ” الأسلحة الصامتة لخوض حرب باردة ” هي التي جعلت شومسكي يرى بأن وظيفة وسائل الإعلام هي الهاء الجماهير عن الوصول إلى معلومات حول القضايا الهامة و التغيرات التي تقررها النخب السياسية و الاقتصادية عن طريق وسائل الترفيه المختلفة و التي تروج لمصالح الفئات المسيطرة في المجتمع كما تقول النظرية النقدية قي دراسة الاتصال.

و منه، أن ما تقدمه وسائل الإعلام حسب هذا المقتطف هو عبارة عن ” الهاء الناس عن البحث عن الحقيقة” فمن خلال الثقافة الجماهيرية التي تقوم وسائل الترفيه بنشرها، ينجح أصحاب النفوذ السياسي والاقتصادي في تحقيق أهدافهم .

٢- إستراتجية إفتعال المشاكل و تقديم الحلول:

(Create problems , then offer solution)

هذه الإستراتجية التي تسمى ” المشكلة ، التفاعل ، الحل ” أريد أن أربطها بفكرة أن محتوى وسائل الإعلام هو كبناء لغوي من الرموز التي يتم اختيارها بعناية، من بين الإطار المرجعي لفكرة الصفوة المهيمنة و أهدافها، حيث يتم التفكير في افتعال مشكلة، لكي تصير حديث الناس في المجتمع و نشرها عن طريق مضامين وسائل الإعلام حتى يندفع الجمهور ليطلب حلا لها، مثل العنف و الأزمات الاقتصادية، وهنا تتحرك آلة النفوذ من أجل تقديم الحلول المبرمجة مسبقاً و هكذا تثبيت شعار ”الهيمنة”.

٣- إستراتجية التدرج:

(The gradual strategy)

وهنا نأخذ فكرة ” النيوليبرالية “ التي صاحبتها معدلات البطالة الهائلة و الهشاشة في البنية التحتية للمجتمع ، و التي لو لم يتم تمريرها تدريجيا و على مراحل في سنوات متعددة للجمهور لأحدثت ثورة عند الناس. فالجمهور عنيد يقاوم جهود المنتجين في وسائل الإعلام الذين يفرضون خبراتهم عليه من خلال المحتوى، و لهذا إستراتجية التدرج إستراتجية ناجحة في تقبل فكرة ما من عدمه.

٤- إستراتجية التأجيل:

(The strategy of distraction)

هذه الإستراتجية تتلاعب بالوقت بشكل جيد حيث تفرض على الجمهور بأن يعتقد بكل سذاجة كما قال شومسكي أن” كل شيء سيكون أفضل غدا ” و هكذا تقوم وسائل الإعلام بتمرير قرارات مؤجل تنفيذها حتى يحين الوقت و يعتاد الجمهور عليها.

٥- مخاطبة الجمهور على أنهم أطفال:

(Go to the public as a little child)

في هذه الإستراتجية يرى شومسكي أنه كلما كان الهدف تضليل المشاهد إلا و تم اعتماد لغة صبيانية عن طريق الإعلانات و الملصقات التي تستعمل في الأصل لغة صبيانية هي في الأصل لغة لأطفال مازالوا يعيشون مرحلة النمو العقلي و الفكري و هكذا يكون رد فعل البالغين كرد أطفال صغار لأن وسائل الإعلام غرست فيهم ذلك.

٦- مخاطبة العاطفة بدل العقل :

(Use the emotional side more then the reflection)

إن الأمر الذي لا شك فيه هو أن العاطفة تتغلب على العقل في كثير من الأحيان عند العديد من البشر وهذا ما تستفيد منه وسائل الإعلام من خلال أسلوبها الكلاسيكي في استخدام سلاح العاطفة من خلال التحدث عن الانتماء أو الدين أو العادات التي يمتلك الناس التزاما عميقا تجاهها ، فيدخل الأفراد في حالة من اللاوعي و عدم التفكير إذا ما تم التعدي على أي من هذه المعتقدات التي تثير عندهم المخاوف و الانفعالات.

٧- إغراق الجمهور في الجهل و الغباء:

(Keep the public in ignorance and mediocrity)

وهذه الإستراتجية هي شكل من أشكال تعزيز علاقات اللامساواة و القهر التي يعتمد عليها النظام الاقتصادي الرأسمالي حيث تهدف إلى إبقاء الجمهور غافلا عن التقنيات و الاستراتجيات التي تستعمل من أجل السيطرة عليه و تبدأ هذه الإستراتجية من نوعية التعليم التي تقدمها المدارس الحكومية و التي يدرس فيها أبناء العامّة.

٨- تشجيع الجمهور على استحسان الرداءة :

(To encourage the public to complacent with mediocrity)

و هنا وسائل الإعلام هي المسئولة بشكل كبير على تدهور مستوى الذوق الثقافي العام و العامل المحفز على ارتكاب الجريمة و العنف و الشذوذ الجنسي و تدهور الملكات الفردية و الغباء و الابتذال و الجهل إلا أنها تشجع الجمهور على التعامل مع كل هذا و القبول به.

 

٩- تحويل مشاعر التمرد إلى الإحساس بالذنب :

(Self_blame strengthen)

غرس مشاعر الذنب و التعاسة في الناس حيث تقوم وسائل الإعلام بتمرير مجموعة من الرموز التي تدفع الفرد إلى الاعتقاد بأنه المسئول عن عدم حصوله على فرص في النظام الاقتصادي العام بسبب عدم توفره على المؤهلات التي تسمح له بذلك ، فينغلق على نفسه بدلا من أن يثور على النظام الاقتصادي.

١٠- معرفة الأفراد أكثر من معرفتهم لأنفسهم:

(Getting to know the individual

 better than know themselves)

مع تطور الوسائل التكنولوجية وتطور مجال العلوم أصبح أبناء الصفوة و النخب الحاكمة الذين تحصلوا على معرفة عالية المستوى في علم الأعصاب و النفس و في مختلف العلوم الإنسانية يتحكمون بالأفراد في المجتمع بشكل أكبر ، حيث يتحكمون بمعلومات تجعلهم يتعرفون على الأشخاص أكثر من معرفتهم لذواتهم.

واعتقد أن هذه الاستراتيجيات تطبق حاليا على دول العالم الثالث وخاصة الدول الاسلامية والدول العربية بشكل أخص

 

 

Exit mobile version