وزير الخارجية: نرفض أى تحركات لتكوين حكومة موازية فى السودان

كتبت : د.هيام الإبس
شدد وزير الخارجية السودانى علىِ يوسف الشريف، على رفض أى تحركات لتشكيل حكومة موازية مؤكداً أن الخطوة من شأنها تعقيد الأزمة فى البلاد.
وأجرت قوى سياسية سودانية، من بينها شخصيات من تحالف “تنسيقية تقدم”، مشاورات خلال الأسابيع الماضية فى العاصمة الكينية نيروبى، لبحث تشكيل ما قالت إنها “حكومة سلام”، فى خطوة رحبت بها قوات الدعم السريع.
وقال الشريف إن “بلاده لا يمكن أن تعترف بتحركات تشكيل حكومة منفى أو موازية ، لانها ستؤدى إلى إضعاف السودان، وتعقد جهود معالجة الأزمة الحالية”.
ورأى ان هذه التحركات من شأنها تفتيت السودان، على غرار الوضع فى ليبيا، التى تحكمها حكومتان فى الشرق والغرب.
واعتبر وزير الخارجية أن تلك الدعوات مؤامرة جديدة على السودان، تدعمها أطراف خارجية، بسبب التقدم الذى تحرزه القوات المسلحة ، فى مواجهاتها مع الدعم السريع مشيراً إلى أن بلاده تعوّل على الدول الداعمة لوحدة واستقرار السودان، لإحباط هذه التحركات، وللتأكيد على عدم الاعتراف بها.
مجاعة فى السودان
وبشأن تحذيرات من وقوع مجاعة فى السودان، أدان الشريف حديث بعض القوى الدولية عن تعرض بلاده لمجاعة، مؤكداً أن بعض الأطراف تدعى ذلك لدفع مجلس الأمن للتدخل، وشدد على أن الوضع فى بلاده لا يصل إلى مستوى المجاعة، وإنما هناك أزمة غذاء داخلية.
وعدّ الشريف الموقف الدولى تجاه “جرائم الدعم السريع” ضعيفاً، مشيراً إلى أن “غالبية الجرائم التى ترتكب بحق المدنيين، يتم توثيقها، لكن رد فعل المنظمات الدولية ضعيف للغاية”، مشيراً إلى أن “ما تقوم به الميليشيا كافٍ لتحرك المحكمة الجنائية الدولية ضد قادتها”.
وأضاف أن “السودان قام بإجراءات قانونية أمام منظمات دولية مثل مجلس الأمن والاتحاد الإفريقى على أمل تصنيف الدعم السريع، جماعة إرهابية”.
وانتقد الوزير ما وصفه بـ”تجاهل” المجتمع الدولى الأزمة بالسودان، فى ضوء الانشغال الدولى بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقال: العالم لم يعطِ الأزمة فى السودان ما تستحقه، داعياً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات لمنع حركة وسفر قادة الدعم السريع، ومحاسبة الدول التى تستضيفهم.
الحسم العسكرى
وحول فرص الحل المطروحة لوقف الحرب، أكد الوزير السودانى أن “خيار الحسم العسكرى هو الطريقة الوحيدة للتعامل مع الحرب الداخلية حالياً ، مشيراً إلى أن “الجيش السودانى يسير فى طريق الحسم العسكرى، فى ظل عدم وجود مسار آخر للتفاوض على الساحة”.
ويرى الشريف أن “الحل النهائى لوقف الحرب يجب أن يشمل اتفاقاً لوقف إطلاق النار أولاً، ثم تفكيك الدعم السريع بشكل نهائى”، مشيراً إلى أن بلاده لن تتحمل مرة أخرى وجود قوات أخرى إلى جانب الجيش.
وأكد الوزير أن تأخر الحسم العسكرى من الجيش، ليس بسبب ضعفه، وإنما بسبب احتماء عناصر الدعم السريع بالمدنيين والأعيان المدنية.
وشدد على أن المسألة السياسية، لا يمكن حلها حالياً فى ظل استمرار الحرب، بل يجب أن تترك للقوى المدنية، للنقاش بشأنها، بعد وقف إطلاق النار.