وزير خارجية فرنسا: الأزمة الإنسانية في السودان هي الأكبر في زمننا
كتبت: د. هيام الإبس
زيارة تاريخية وسط مأساة إنسانية
في أول جولة أفريقية له منذ توليه منصبه، اختار وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أن يبدأ من تشاد قبل أن يتوجه إلى إثيوبيا والسنغال. خلال زيارته، شدد بارو على أن الأزمة الإنسانية الناتجة عن النزاع في السودان هي “الأكبر في زمننا”، حيث أدت إلى نزوح ما لا يقل عن 13 مليون شخص، وترك 25 مليوناً آخرين يعانون من سوء التغذية. وأكد أن حل الأزمة الإنسانية يحتل الأولوية في جولته.
دعم اللاجئين في معسكرات تشاد
زار بارو معسكرات اللاجئين في مدينة أدري على الحدود السودانية، برفقة نظيره التشادي عبد الرحمن غلام الله. دعا طرفي النزاع في السودان إلى وقف القتال والدخول في مفاوضات، مشدداً على ضرورة توقف “القوى الخارجية” عن تأجيج الصراع. كما أعلن تخصيص 7 ملايين يورو إضافية لدعم جهود مكافحة الكوليرا وتقديم المساعدات الإنسانية للنساء والأطفال.
باريس وتجدد التزاماتها
فرنسا تعمل على تنفيذ تعهداتها الدولية، بما في ذلك التزامات مؤتمر باريس لمساعدة السودان في أبريل الماضي، الذي وعد بتقديم ملياري دولار لدعم السودان. ومع ذلك، يشعر المسؤولون الفرنسيون بالإحباط بسبب تعقيدات الحرب، خاصة مع تورط أطراف خارجية ومرتزقة يسعون لاستغلال ثروات السودان، مثل الذهب.
حياد تشاد في النزاع السوداني
رغم الاتهامات الموجهة إلى تشاد بالسماح بمرور السلاح إلى أطراف النزاع، أكد وزير خارجيتها أن بلاده تلتزم “الحياد التام” في الحرب. هذه النقطة كانت محور نقاش بين الوزيرين، خاصة أن لفرنسا قواعد عسكرية في تشاد تستخدمها لإعادة تنظيم انتشارها بعد انسحاب قواتها من مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
تأثيرات الحرب وعوامل تأجيجها
صحيفة لو موند الفرنسية ألقت الضوء على الطابع الاجتماعي والعشائري للحرب في السودان، وأشارت إلى استغلال الأطراف الخارجية للصراع لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية. السودان، كواحد من أكبر منتجي الذهب في أفريقيا، وصاحب ساحل استراتيجي على البحر الأحمر، أصبح ساحة للتنافس الدولي.
مأساة إنسانية دون أفق للحل
مع استمرار الحرب التي أودت بحياة 150 ألف شخص وأجبرت ربع السكان على النزوح، تتفاقم الأزمات الصحية والمجاعات. رغم جهود الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، تبقى الحلول السياسية بعيدة المنال، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني في السودان.