ولكن كونوا ربانيين

كتب:هاني حسبو.

انقضى شهر رمضان؛شهر الخيرات والبركات.ولى رمضان سريعا كأنه قطار مسرع لا يريد أن يلحقه أحد.

كان علي بن أبي طالب يقف في اخر ليلة من رمضان ويقول:

“ليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه”، وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول: “من هذا المقبول منا فنهنيه، ومن هذا المحروم منا فنعزيه، أيها المقبول: هنيئاً لك، أيها المردود: جبر الله مصيبتك”.

فعلى العاقل بعد رمضان أن يقف مع نفسه وقفة تأمل ويكن حذرا من أمور عديدة منها هذه الآية:

وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا) (النحل: 92). وأنكاثا: يعني أنقاضاً جَمْعُ نِكْثٍ، وَهُوَ الْغَزْلُ المَنْقُوضُ.
يعني لا تفعلوا مثل هذه المرأة، فالإنسان الذي صام وجاع وعطش ومنع نفسه من المباحات، وأتعب نفسه غاية التعب، وقام الليل، وقرأ القرآن، وفعل الخيرات، وتصدق، وحفظ العين واللسان، ثم يخرج من رمضان فيفسد كل ما كان يعمله، وينهمك في المحرمات وترك الطاعات، هو أشبه شيء بهذه التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.

وأكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بقوله:

“اللهم إني أعوذ بك من الحور بعد الكور»

والكور هو لف العمامة على الرأس والحور هو فكها من الرأس.والمعنى التعوذ من النقصان بعد الزيادة ومن المعصية بعد الطاعة.

فاذا انقضت أيام رمضان فان طاعة الرحمن في كل وقت وحين.

فالصلوات باقية إلى أن ينقضي عمر الإنسان وصيام النافلة باق أيضا ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:

عن أبي أيُّوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن صام رمضان ثم أتبَعَه ستًّا من شوَّال، كان كصيام الدهر))؛ رواه مسلم.

وكذلك الصدقات مفتوح بابها على مصراعيه طوال العام.

ومن أهم الثوابت الإيمانية التي يجب تثبيتها بعد رمضان”الأخوة الايمانية”فقد قال الله تعالى”إنما المؤمنون إخوة”وقال النبي صلى الله عليه وسلم:

“المسلم أخو المسلم”فالمحافظة على هذه الأخوة من أعظم الواجبات على المسلم.

ولنتذكر أنه عليه الصلاة والسلام”كان إذا عمل عملا أثبته”

وكان يقول”خير الأعمال أدومه وان قل”

فهنيئا لمن كان ربانيا لا رمضانيات.