أبطال الوطن (3) المقاتل عامر يحيى شهيد حرب الإستنزاف
بقلم/خالد طلب عجلان
ضحوا من اجل مصر قدموا ارواحا فداء وحبا لهذا الوطن لم يترددوا لحظه ولم يفكروا فى الدفاع عن هذه الارض كانت ارواحهم غاليه عليهم ولكن فى نفوسهم كانت مصر اغلى تحيه اجلال واعتزاز وتقدير لكل شهدائنارحمهم الله واسكنهم فسيح جناته وقصتنا اليوم هى من اعظم قصص البطوله
الشهيد البطل المقاتل عامر يحى عامر احد ابطال سلاح الصاعقة و المجموعة 39 قتال
ولد هذا البطل بقرية طوخ طنبشا بمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية ، وبسب تفوقه بسلاح الصاعقة كان ضمن من وقع الاختيار عليهم لينضموا إلى مجموعة العمليات الخاصة 39 – قتال مجموعة الشهيد إبراهيم الرفاعى والتى أظهر خلال عملياتها كفاءة ومهارة عالية جعلت قادته يختارونه للمشاركة فى تلك العمليات المتتالية بعد أن إكتسب ثقتهم كمقاتل جسور وما أبداه من دماثة خلقه وفيض أدبه .
تدرب على عملية نسف مرسى وسقالة الكرنتية ، وفى مساء يوم تنفيذ العملية إنطلق فى الزورق الذى يقود مجموعته الرائد عصام الدالى ويقود الزورق الملازم أول وسام عباس حافط وكان من ضمن زملائه بالزورق كل من المقاتل على أبو الحسن والمقاتل محمودالجلاد وجميع هؤلاءيمتاز بالجرأة والشراسة فى قتال العدو .. إنطلق الزورق خلف زورق القائد إبراهيم الرفاعى نحو السقالة بعد أن تلقوا إشارة من زورق الإستطلاع الذى سبقهم لتأمين مكان الوصول وكانت الخطة تقضى بأن يقوم من بزورقى الرفاعى والدالى بحمل ورفع الشحنات الناسفة وأدوات التفجير من الزوارق لأعلى الرصيف وقواعده هو السقالة على أن يقوم الرفاعى والدالى بالأعمال الفنية فى هذه العملية .
وبكل همة ونشاط قام عامر ورفاقه بحمل ما بزورقهم من عبوات ناسفة وتثبيتها فى الأماكن التى يشير إليها بهم قائدهم ، وكذلك فعل الرفاعى ورجاله بكل همة ودقة ونشاط ، وما هى إلا دقائق قليلة من العمل المضنى الشاق وكان كل شئ قد وضع فى موضعه وضبط الرفاعى والدالى المؤقت الزمنى للعبوات الناسفة وإنطلق الزورقان لينضما إلى الزوارق الثلاثة الساترة الموجودة على بعد مناسب من رصيف الميناء تتلاعب بها الأمواج المرتفعة لمياه خليج السويس الثائرة وكل من بالزوارق منتبه ومستعد بسلاحه ..
وقفت الزوارق الخمسة متجاورة فى ظلام الليل الدامس وصوت البحر الصاخب وجميع من بها ينتظر أن تنفجر العبوات الناسفة ويشتعل المرسى الجميع يحبس أنفاسه والرفاعى مصر على الانتظار وعدم العودة حتى يتأكد من تدمير المكان بالرغم من نداءات العميد مصطفى كمال له بجهاز اللاسلكى له من الضفة الغربية من الخليج بالعودة عدة مرات ..
وكعادة الرفاعى فى تحدى الخطر والجسارة الفائقة اندفع بزورقه بسرعة عالية نحو السقالة و سمع عامر الذى كان يقف مباشرة خلف الدالى وزملائه بالزورق الحوار الذى دار بين الدالى وقائده الرفاعى بعد أن أعطى أوامره لقائد الزورق باللحاق به:
- على فين يا أفندم؟
- رايح أشوف إيه سبب عدم إنفجار الشحنات الناسفة حتى الآن.
- لكن يا أفندم هذا فى منتهى الخطورة يمكن للشحنات أن تنفجر فى أى وقت .
وفى هذه الأثناء فى الوقت الذى كان فيه زورق الرفاعى أسفل السقالة مباشرة ، وزورق الدالى فى منتصف المسافة بين زوارق المجموعة والسقالة كانت دبابات العدو قد أتت بعد أن شعرت بوجود الزوارق وأصبحت على حافة المياه وبدأت إحدى دبابات العدو فى تصويب قذائفها نحو أقرب هذه الزوارق وهو زورق الدالى فإصطدمت إحدى القذائف بسطح المياه وإنعكست فى إتجاه القارب لتنفذ من ذراع الدالى الممسكة بجهاز اللاسلكى الموضوع على أذنه ، ومن عنقه ، وتهشم رأس المقاتل عامر الواقف خلفه لتتناثر شظيا عظام رأس الشهيدين وتنفذ بعنق وأعلى ظهر قائد الزورق الملازم أول وسام حافظ الذى لم تمنعه إصابته من الدوران بأقصى سرعة للأبتعاد عن مرمى قذائف العدو ويحاول العودة مسرعاً رغم إصابته للضفة الغربية لمحاولة إنقاذ من معه ..
وفى هذه الأثناء يشتبك رجال المجموعة بالزوارق الثلاثة الأخرى مع دبابات العدو الأربع يقذفونها بقذائف الآربى جيه
يسقط جسدى الشهيدين فوق بطل آخر من أبطال المجموعة كان يجلس خلفهما وهو المقاتل على أبو الحسن فيصاب بحالة هيجان هيستيرى طالبا من قائد الزورق أن يسلمه قيادته ليعود مرة أخرى إلى العدو لينتقم ويثأر لمقتل قائده الدالى وزميله عامر .
عاد الرفاعى إلى باقى زوارقه وإنفجرت الشحنات وإشتعلت النيران برصيف وسقالة الميناء ودمرت تدميراً تاماً .
وفى صباح اليوم التالى قسم رجال المجموعة أنفسهم قسمين كل قسم ذهب مع جسد أحد الشهيدين الملتفين بعلم مصر لدفنه بمسقط رأسه .. الدالى إلى البدرشين وعامر إلى بركة السبع .
رحم الله شهيدى عملية الكرنتينة وأدخلهما فسيح جناته .
( ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون ) صدق الله العظيم