أبو عبيدة يعلن موقفًا إنسانيًا مشروطًا: طعام ودواء لأسرى الاحتلال مقابل كسر حصار غزة

كتب: هاني حسبو
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مساء اليوم الأحد، عن استعدادها للتجاوب الإنساني مع أي طلبٍ من الصليب الأحمر الدولي لإدخال أطعمة وأدوية لأسرى الاحتلال الإسرائيلي المحتجزين في قطاع غزة، وذلك بشرط فتح الممرات الإنسانية بشكل طبيعي ودائم لمرور الغذاء والدواء لأبناء الشعب الفلسطيني في كافة أنحاء القطاع.
موقف القسام: لا امتيازات في زمن الحصار
وقال “أبو عبيدة”، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، في تصريحات نشرها عبر قناته الرسمية على “تيليغرام”، إن الكتائب مستعدة للتعامل بإيجابية مع أي مساعٍ إنسانية، لكنها تضع شرطًا واضحًا: فك الحصار الإنساني المفروض على قطاع غزة.
وأضاف:
“نشترط لقبول إدخال الغذاء والدواء للأسرى، أن يُفتح المجال الإنساني بشكل دائم، ليصل الغذاء والدواء إلى عموم أبناء شعبنا في غزة”.
كما شدّد على ضرورة وقف الطلعات الجوية للعدو الصهيوني بكافة أشكالها خلال تسلّم الطرود الخاصة بالأسرى، ما يعكس الحرص على ضمان سلامة عمليات التسليم دون تعريضها للقصف أو الرصد.
وأوضح أبو عبيدة أن كتائب القسام لا تتعمّد تجويع الأسرى، مؤكداً أن:
“أسرى العدو يأكلون مما يأكل منه مجاهدونا وعموم أبناء شعبنا، ولن يحصلوا على امتياز خاص في ظل جريمة التجويع والحصار الجماعي المفروض على القطاع”.
فيديو الأسير أفيتار دافيد يثير جدلاً واسعًا
وكانت كتائب القسام قد نشرت يوم امس السبت مقطع فيديو للجندي الإسرائيلي الأسير “أفيتار دافيد”، ظهر فيه بحالة هزال جسدي وضعف شديدين، ما أثار حالة من الجدل والغضب في الأوساط الإسرائيلية.
ووفقًا للفيديو، الذي تم تصويره بتاريخ 27 يوليو الماضي، وجّه دافيد رسالة مباشرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتهمه فيها بالتخلي عنه وعن بقية الأسرى المحتجزين لدى المقاومة في غزة، بسبب رفضه التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار يُفضي إلى تحريرهم.
وتحدث الأسير من داخل أحد أنفاق المقاومة، موضحًا أنه لم يتناول الطعام منذ أيام، ويعتمد على وجبات بسيطة من العدس والفاصولياء فقط، دون وجود لحوم أو دجاج أو أسماك.
غزة تُواجه مجاعة حقيقية
تأتي هذه التصريحات في وقت تواجه فيه غزة أزمة إنسانية كارثية، حيث تعاني من موجة جوع غير مسبوقة، نتيجة إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لكافة معابر القطاع منذ مارس الماضي، وفرض قيود مشددة على دخول المساعدات الإنسانية، بما فيها المواد الغذائية والطبية والوقود، منذ أكتوبر 2023.
وتحذر منظمات حقوقية وإنسانية من أن الوضع في غزة ينذر بانفجار صحي وإنساني واسع النطاق، في ظل شحّ المواد الغذائية، وتدهور النظام الصحي، وعدم كفاية المساعدات التي تدخل بصعوبة.
الكلمة الأخيرة للوساطات الدولية
إعلان القسام هذا يضع الكرة في ملعب المجتمع الدولي، لا سيما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والوسطاء في القاهرة والدوحة، في ظل تعنّت إسرائيلي تجاه المطالب الإنسانية. فهل يُحدث هذا الموقف تحركًا حقيقيًا على الأرض لتخفيف الحصار عن غزة مقابل تحسن أوضاع الأسرى الإسرائيليين؟
يبقى المشهد مفتوحًا على كل السيناريوهات، إلا أن الواضح هو أن كتائب القسام ربطت البعد الإنساني بقضية الأسرى، برفع المعاناة عن أكثر من 2 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.