بقلم/خالد طلب عجلان
الساعه الرابعه عصرا وعم الشيخ معروف النجار يجلس فى أرضه هو وزوجته يوقد النار ويستعد لعمل براد الشاى .. شاى العصارى .
ألقيت السلام فرد السلام على ودعانى للشاى وبالفعل ذهبت لان كبايه الشاى على النار لها طعم ومذاق اخر .
وبدأ الحديث بيننا وكنت أداعبه فى الكلام هو وزوجته فكانا يضحكان.
ولكنى أعلم ليست السعاده بالضحك وليس الحزن بكثره البكاء.
فقلت له ياعم الشيخ هل انتهيت من حصاد المحصول؟
قال نعم.
هل كانت زرعتك ذره؟
قال نعم.
الحمدلله لديك الان الذره والقمح ولن تحتاج إلى شئ وتستطيع ان تأكل العيش الفلاحى الذى تحبه ونحبه جميعا
وهنا تنهد وسكت ولم يتفوه بكلمه واحده
وقال لى اشرب الشاى
فنظرت الى زوجته فلم ترد بكلمه
فسألته ماالذى يحزنك ياعم الشيخ؟
فرد قل ما الذى يفرحك ؟
قلت له تحدث.
قال :هل رأيت أجير بغير أجر
قلت له لا
قال انا اجير بغير اجر انا وزوجتى واولادى
قلت له كيف يكون ذلك
قال لى انا امتلك من الارض الزراعيه ٢٢ قيراط اى مايقرب من الفدان
اعمل طول العام فى الارض ازرع واقلع واحرث واغرس واروى فى الصيف والشتاء نستلف حتى نتمم الزرعه التقاوى بالسلف والكيماوى بالسلف حتى الجرار الذى حرث الارض مازلت مديونا له
قلت له بيع جزء من الذره والقمح وسد دينك
رد : لقد بعته كله ولم يعد لدى اى مخزون فى بيتى..قال لم يكفى
وانهمر فى الحديث وقال كيف يكفى واصبح كل شئ مبالغ فى ثمنه الكيماوى اصبح غالى والتقاوى غاليه وارتفاع سعر الجاز لتشغيل ماكينه الرى ..
ولكن كل هذا كان من الممكن تحمله
قلت له وهل يوجد شئ اخر؟
قال الدين الكبير فأنا اصبحت مهدد
انا واولادى بالضياع
قلت له كيف ذلك
قال لى ارضى تابعه لوزاره الاوقاف ورثتها هكذا اب عن جد ، وندفع لهذه الارض ايجار سنوى
قلت له ايجار رمزى.
قال لى لا.. ندفع 6500 جنيه للفدان هل هذا معقول ماذا تعطينا الارض كى ندفع كل هذا نخسر كل عام وتتراكم علينا الديون ومهددين بالضياع
وهنا حزنت وايقنت حقا انه أجير بلا أجر
وندائى إلى وزاره الأوقاف رفقا بهؤلاء اعرفوا عنهم الغلاء ..لوترون كيف يعيشون ترحم حالهم لقد ارتفع الإيجار بصوره مبالغ فيها.. انهم فقراء لا يملكون شيئا غير فأس ومنجل وسواعد تزرع .لا يملكون من رفاهيه الحياة شيئا ..لا يردون غير الستر ولقمه عيش من عرقهم فلا تحرموهم من ابسط احلامهم..
هذا الفلاح البسيط حقا كما قال : أجير بلا أجر ، وهناك الملايين في مثل حاله