بقلم. ا. د/نادية حجازي نعمان
تمت مناقشة الطالب محمود أبو فدان من لجنة التحكيم المكونة من علماء الطحالب أ.د. يس العيوطي وأ.د. نادية حجازى نعمان وأ.د. مصطفى الشيخ وأ.د. عاطف أبو شادى وذلك فى 20/7/2019 وأبرزت دراسة الطالب – تحت إشراف سعادة الأساتذة الدكتور مصطفى الشيخ والدكتورعاطف أبو شادي والدكتور وجدى لبيب – قصيرة الأجل (التجميع الإسبوعى) أهميتها فى سد الفجوات في تركيب مجتمع الهائمات النباتية (طحالب) فى جونة السويس بالبحر الأحمر والذى أظهرته عينات التجميع الموسمى, كما أثبتت سرعة تغير هذ التركيب نوعيًا وكميًا وقدرة بعض الأنواع الطحلبية على أن تحل محل الأنواع الأخرى المهيمنة في غضون أيام قليلة .
بعض الطحالب الضارة المكتشفة في مياه الجونة
وفى هذه الدراسة تم تطبيق العديد من التحاليل الإحصائية لدراسة الإختلاف فى تركيب مجتمع الهائمات زمانيًا ومكانيًا ومعرفة العوامل البيئية التى تتحكم فى هذا الإختلاف, مثل تحليل المكونات الرئيسية وتحليل الإنحدار المتعدد وتحليل التناظر أو الإرتباط القانونى. كما تم أيضًا تحديد النسق أو التوزيع المكانى لأنواع ومجموعات الهائمات والذى تبين منه أن الهائمات النباتية تتوزع بشكل كتلى فى البيئة البحرية. كما لوحظ وجود علاقة إيجابية قوية بين درجة تكتل الطحالب ثنائية السوط والرقم الهيدروجينى للمياة المحيطة. وقد أظهر التحليل العنقودى إستنادًا على مُعامل براي كورتس للتشابة أن الشتاء كان أكثر تشابهًا فى تركيب مجتمع الهائمات مع الربيع بينما الصيف كان أكثر تشابهًا مع الخريف وأن موسم التجميع كان له التأثير الأكبر على درجة التشابة عن نوع التلوث. كما كان هناك فصل واضح للمحطة المرجعية (الكنترول ) وهى المحطة رقم 8 – قرب شرق الجونة – عن باقى المحطات فى كل موسم وقد سجلت المحطتان 4 و5 فى شمال الجونة أعلى درجة تشابة فى الخريف وعلى العكس كانت المحطتان 1 و2 (الشمال الشرقي للجونة ) فى الصيف.
عكست الوفرة الكمية للهائمات النباتية أنماطًا موسمية متغيرة للغاية وقد سجلت أقل قيمة بالمحطة المرجعية ( المحطة الكنترول ) فى الصيف بينما أعلى قيمة بالمحطة 2 فى الخريف. كما ارتبطت الوفرة الكمية عكسيًا مع عدد الأنواع وكذلك مع وفرة المغذيات. وقد لوحظ أن بعض الأنواع دون غيرها قد ساهمت بشكل ملحوظ فى الكتلة الحيوية حيث سجل إزدهار الطحلب بروبوشيا ألاتا جراسيليما خلال موسمى الشتاء والربيع وكذلك الطحلب سالاسيونيما نيتشيويدز خلال الصيف والخريف. وكما سادت الدياتومات نوعيًا سادت أيضًا كميًا وثلثها ثنائية السوط خلال
معظم فترة الدراسة بإستثناء الربيع حيث كانت ثنائية السوط الأكثر وفرة . وبشكل عام أوضحت وفرة الهائمات النباتية أن مياة الجونة متوسطة الإخصاب . وأظهر تحليل الإرتباط أن تركيز النيتروجين فى المياة أثر إيجابيًا فى وفرة الهائمات خلال موسمي الربيع والخريف. وبالنسبة لقيم الكلوروفيل ( أ ) فقد جاءت متوافقة مع وفرة الهائمات النباتية مسجلة أعلى قيمة فى الخريف وأقلها فى الصيف. وإستنادًا على متوسط قيم الكلوروفيل ( أ ) فى كل موسم فإن مياة الجونة كانت رديئة خلال فصلى الشتاء والخريف بينما كانت متوسطة الجودة خلال الربيع والصيف وفى هذا الصدد تم أيضا حساب عدد من المقاييس البيئية لتحديد درجة الإثراء الغذائى وتقييم جودة المياة فى الجونة مثل المؤشر (TRIX) والمؤشر (E.I) واللذان عكسا أن مياة الجونة كانت متوسطة الإخصاب متوسطة الجودة فى معظم المحطات أثناء فترة الدراسة فيما عدا الخريف حيث صارت مخصبة رديئة الجودة .