أحزمة نارية إسرائيلية تمحو مدينة بيت حانون بقطاع غزة من الوجود

وزير الحرب الإسرائيلي يوثق جرائم الإبادة والتطهير بنشرصورة للمدينة معلقا عليها : “سُويت بالأرض”
كتب / محمد السيد راشد
في مشهد أقرب إلى نهاية العالم، تحولت مدينة بيت حانون، الواقعة في أقصى شمال قطاع غزة، إلى رماد ولهب، بعد أن تعرضت لأعنف موجة قصف جوي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
ليلة جحيم غير مسبوقة
مساء السبت، شهدت المدينة المحاصرة أحزمة نارية ناسفة حولتها إلى ركام، بعدما استهدفتها عشرات الغارات الجوية المتزامنة، ما تسبب في انفجارات عنيفة هزت الأرض وسُمعت أصداؤها في قلب مدينة غزة على بُعد أكثر من عشرة كيلومترات.
ووصف شهود عيان ما جرى بأنه “الأكثر تدميرًا منذ بدء العدوان”، حيث استيقظ السكان في المناطق المحيطة على ضوء أحمر كثيف، وانفجارات هائلة تسببت في حالة فزع وهلع، خاصة بين الأطفال.
بيت حانون.. لم تعد موجودة
قال أحمد رياض، عضو اللجنة الشعبية في شمال القطاع، في تصريحات صحفية:
“بيت حانون لم تعد قائمة. كل ما تبقى منها ركام وحرائق”.
وأضاف:
“نرى ألسنة النيران تتصاعد من كل زاوية، والدخان الأسود يغطي السماء. المشهد مرعب وغير مسبوق”.
سياسة الأرض المحروقة
المدينة كانت قد أُخليت قسرًا من سكانها البالغ عددهم قرابة 60 ألف نسمة، على مدار الأشهر الماضية، بسبب القصف العشوائي والقنص. لكنها تحوّلت الآن إلى منطقة أشباح سُوّيت بالأرض بشكل كامل.
وفي خطوة أثارت موجة غضب واستياء دولي، نشر وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس صورة جوية تُظهر دمار المدينة الكامل، وعلّق بفخر: “سُويت بالأرض”، في تعبير عدّه مراقبون توثيقًا فجًّا لـسياسة الإبادة والتطهير.
جرائم حرب موثقة
تزامن القصف مع تصعيد ميداني شمل النصيرات، خان يونس، وحي الدرج، وأسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء.
في المقابل، تواجه إسرائيل انتقادات دولية متصاعدة، وسط اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، من خلال استهداف المدنيين، والأسواق، والمرافق الحيوية.
تحذيرات إنسانية خطيرة
حذّرت وكالات أممية من أن نقص الوقود والمستلزمات الطبية في قطاع غزة بلغ مستويات حرجة، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، في ظل الحصار الخانق والتدمير المستمر للبنية التحتية الصحية والإنسانية.