أراء وقراءات

أحلام أهل غزة… رسائل ربانية لتخفيف أهوال الحرب ولبعث الأمل

كتب / ممدوح الشنهوري 

منذ اندلاع حرب السابع من أكتوبر، يعيش الفلسطينيون في غزة أهوالاً تفوق الخيال، بين الموت والقتل والدمار والخوف المستمر، وكأنهم في مشاهد من يوم القيامة، ولكن بأيدٍ بشرية تمارس القتل بدم بارد، هي أيدي الاحتلال الإسرائيلي.
وفي ظل هذه المأساة التي يراها العالم بالصوت والصورة كل يوم، يظل للجانب الروحي والإنساني مساحة خاصة في حياة أهل غزة، حيث تظهر الأحلام والرؤى كنافذة ربانية تبعث الأمل أو تمنحهم الصبر على ما يمرون به.


الرؤى والأحلام… عزاء من السماء

أفاد العديد من الغزيين بأنهم يعيشون تجارب روحانية مدهشة، تتمثل في رؤى وأحلام تأتيهم قبل وقوع الأحداث، سواء أياماً أو ساعات، وكأنها رسائل إلهية لإعدادهم لما هو قادم، سواء كان خيراً أو شراً.
هذه الرؤى، التي قد يراها البعض منحة إلهية، تمنحهم فرصة للاستعداد النفسي والروحي لمواجهة قدرهم، أو تبشرهم بالفرج بعد الضيق.


الإرث النبوي في تفسير الرؤى

الرؤى الصالحة جزء من الميراث النبوي، كما قال رسول الله ﷺ:

“لم يبق من النبوة إلا المبشرات”، قالوا: وما المبشرات؟ قال: “الرؤيا الصالحة”. (رواه البخاري)
كما قال ﷺ: “الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة” (رواه البخاري ومسلم).
ولهذا فإن فهم الرؤى وتفسيرها ليس لكل أحد، بل يحتاج إلى علم وخبرة ودراية بأصول التعبير.


قصص واقعية من قلب غزة

من بين القصص المؤثرة التي ترويها الأسر الفلسطينية، ما ذكرته سيدة من غزة عن حلمها بابنها الذي كان يقبل قدمها في المنام، ولم تدرك معناه إلا بعد استشهاده، حيث شعرت أنه كان يودعها قبل أن يذهب – بإذن الله – إلى الجنة.
كما حكى أحد الفلسطينيين عن حلمه بعناق طويل من ابنة أخته قبل القصف بساعات، ولم يعلم حينها أنه كان العناق الأخير، قبل أن تُستشهد مع ستة من أفراد عائلتها.


الرسالة الأوسع… ليست حكراً على غزة

ورغم أن هذه الرؤى والمبشرات تنتشر بكثرة بين أهل غزة خلال الحرب، إلا أن هذا العالم الروحاني قد يظهر في أي مكان وزمان، بحسب درجة قرب العبد من ربه وصفاء قلبه، ليكون شاهداً على ما تبقى من إرث النبوة ورسالة السماء بعد خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد ﷺ.


ممدوح الشنهوري

كاتب صحفي وعضو المنظمة المصرية والدولية لحقوق الإنسان

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى